الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ} (1)

قوله : { قَدْ سَمِعَ } : " قد " هنا للتوقُّع . قال الزمخشري : " لأنه عليه السلام والمجادِلَةَ كانا يتوقعان أن يَسمعَ الله مجادلتَها وشكواها ، ويُنَزِّلَ في ذلك ما يُفَرِّجُ عنها . وإظهارُ الدالِ عند السينِ قراءةُ الجماعة إلاَّ أبا عمروٍ والأخوين . ويُنْقَلُ عن الكسائي أنه قال : " مَنْ بَيَّنَ الدالَ عند السين فلسانُه أعجميٌّ وليس بعربي " وهذا غيرُ مُعَرَّجٍ عليه . و " في زَوْجِها " أي في شأنِه من ظِهارِه إياها .

قوله : { وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ } يجوزُ فيه وجهان ، أظهرُهما : أنها عطفٌ على " تُجادِلُك " فهي صلةٌ أيضاً . والثاني : أنَّها في موضع نصبٍ على الحالِ أي : تجادِلُك شاكيةً حالَها إلى اللَّهِ ، وكذا الجملةُ مِنْ قولِه : { وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمآ } والحاليةُ فيما أَبْعَدُ . /