قوله تعالى : { الطُّوفَانَ } : فيه قولان أحدهما : أنه جمع طُوْفانة ، أي : هو اسم جنس كقمح وقمحة وشعير وشعيرة . وقيل : بل هو مصدر كالنُّقْصان والرُّجْحان ، وهذا قول المبرد في آخرين ، والأول هو قول الأخفش قال : " هو فُعْلان من الطَّواف ، لأنه يطوف حتى يَعُمَّ ، وواحدته في القياس طُوْفانة ، وأنشد :
غَيَّرَ الجِدَّةَ من آياتها *** خُرُقُ الريحِ وطوفانُ المَطَرْ
والطُّوفان : الماء الكثير قاله الليث ، وأنشد للعجاج :
وعَمَّ طُوفانُ الظلامِ الأَثْأَبا ***
شبَّه ظلامَ الليل بالماء الذي يغشى الأمكنة . وقال أبو النجم :
ومَدَّ طوفانٌ مبيدٌ مَدَدا *** شهراً شآبيبَ وشهراً بَرَدا
وقيل : الطُّوفان من كلِّ شيءٍ ما كان كثيراً محيطاً مُطْبقاً بالجماعة من كل جهة كالماء الكثير والقتل الذريع والموت الجارف ، قاله ابو إسحاق . وقد فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم بالموتِ تارةً وبأمرٍ من الله تارة ، وتلا قولَه تعالى : { فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ } [ القلم : 19 ] . وهذه المادة وإن كانت قد تقدَّمت في " طائفة " إلا أن لهذه البِنْية خصوصيةً بهذه المعاني المذكورة .
قوله : { وَالْجَرَادَ } جمع جَرادة ، الذَّكَرُ والأنثى فيه سواء . يقال : جرادة ذََكَرٌ وجرادة أنثى كنملة وحمامة . قال أهل اللغة : وهو مشتق من الجَرْد ، قالوا : والاشتقاق في أسماء الأجناس قليلٌ جداً يقال : أرض جَرْداء أي : مَلْساء ، وثوب جَرْد : إذا ذهبَ زِئْبَرُه .
قوله : { وَالْقُمَّلَ } قيل هي : القِرْدان وقيل : دوابُّ تشبهها أصغرَ منها . وقيل : هي السُّوس الذي يخرج من الحنطة . وقيل : نوع من الجراد أصغر منه . وقيل : الحِمْنان الواحدة حِمْنانة نوع من القِرْدان . وقيل : هو القُمَّل المعروف الذي يكون في بدن الإِنسان وثيابه . ويؤيد هذا قراءة الحسن " والقَمْل " بفتح القاف وسكون الميم فيكون فيه لغتان : القُمَّل كقراءة العامة ، والقَمْل كقراءة الحسن البصري . وقيل : القمل : البراغيث . وقيل : الجِعلان .
قوله : { وَالضَّفَادِعَ } : جمع ضِفْدَع بزنة دِرْهم ، ويجوز كسر دالِه فيصير بزنة زِبْرِج وقد تُبْدَلُ عينُ جمعه ياء/ كقوله :
ومَنْهَلٍ ليس له حَوازِق *** ولِضفادي جَمِّه نقانِقُ
وشَذَّ جمعُه أيضاً على ضِفْدَعان ، والضِّفدع مؤنث وليس بمذكر . فعلى هذا يُفَرَّق بين مذكَّره ومؤنثه بالوصف . فيقال : ضفدع ذَكَر وضفدع أنثى ، كما قلنا ذلك في المتلبِّس بتاءِ التأنيث نحو حمامة وجرادة ونملة .
قوله : { آيَاتٍ } منصوب على الحال من تلك الأشياء المتقدمة أي : أَرْسَلْنا عليهم هذه الأشياءَ حالَ كونِها علاماتٍ مميَّزاً بعضها من بعض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.