{ قالوا لن نؤثرك } أي لن نختار اتباعك وكوننا من حزبك وسلامتنا من عذابك { على ما جاءنا من البينات } وهي المعجزة التي أتتنا وعلمنا صحتها .
وفي قولهم هذا توهين له واستصغار لما هددهم به وعدم اكتراث بقوله .
وفي نسبة المجيء إليهم وإن كانت البينات جاءت لهم ولغيرهم لأنهم كانوا أعرف بالسحر من غيرهم ، وقد علموا أن ما جاء به موسى ليس بسحر فكانوا على جلية من العلم بالمعجز ، وغيرهم يقلدهم في ذلك وأيضاً فكانوا هم الذين حصل لهم النفع بها فكانت بينات واضحة في حقهم .
والواو في { والذي فطرنا } واو عطف على { ما جاءنا } أي وعلى { الذي فطرنا } لما لاحت لهم حجة الله في المعجزة بدؤوا بها ثم ترقوا إلى القادر على خرق العادة وهو الله تعالى وذكروا وصف الاختراع وهو قولهم { الذي فطرنا } تبييناً لعجز فرعون وتكذيبه في ادعاء ربوبيته وإلاهيته وهو عاجز عن صرف ذبابة فضلاً عن اختراعها .
وقيل : الواو للقسم وجوابه محذوف ، ولا يكون { لن نؤثرك } جواباً لأنه لا يجاب في النفي بلن إلاّ في شاذ من الشعر و { ما } موصولة بمعنى الذي وصلته { أنت قاض } والعائد محذوف أي ما أنت قاضيه .
قيل : ولا يجوز أن تكون { ما } مصدرية لأن المصدرية توصل بالأفعال ، وهذه موصولة بابتداء وخبر انتهى .
وهذا ليس مجمعاً عليه بل قد ذهب ذاهبون من النحاة إلى أن { ما } المصدرية توصل بالجملة الاسمية .
وانتصب { هذه الحياة } على الظرف وما مهيئة ويحتمل أن تكون مصدرية أي إن قضاءك كائن في { هذه الحياة الدنيا } لا في الآخرة ، بل في الآخرة لنا النعيم ولك العذاب .
وقرأ الجمهور { تقضي } مبنياً للفاعل خطاباً لفرعون .
وقرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة تُقْضَى مبنياً للمفعول هذه الحياة بالرفع اتسع في الظرف فأُجْرِي مجرى المفعول به ، ثم بُني الفعل لذلك ورفع به كما تقول : صم يوم الجمعة وولد له ستون عاماً .
ولم يصرح في القرآن بأنه أنفذ فيهم وعيده ولا أنه قطع أيديهم وأرجلهم وصلبهم ، بل الظاهر أنه تعالى سلمهم منه ويدل على ذلك قوله { أنتما ومن اتبعكما الغالبون } وقيل : أنفذ فيهم وعيده وصلبهم على الجذوع وإكراهه إياهم على السحر .
وقيل : كان يأخذ ولدان الناس ويجربهم على ذلك فأشارت السحرة إلى ذلك قاله الحسن
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.