الأشراط : العلامات ، واحدها شرط ، بسكون الراء وبفتحها . قال أبو الأسود :
فإن كنت قد أزمعت بالصرم بيننا *** فقد جعلت أشراط أوله تبدو
وأشرط الرجل نفسه : ألزمها أموراً . قال أوس بن حجر :
فأشرط فيها نفسه وهو معصم *** فألقى بأسباب له وتوكلا
{ أن يأتيهم } : بدل اشتمال من الساعة ، والضمير للمنافقين ؛ أي الأمر الواقع في نفسه انتظار الساعة ، وإن كانوا هم في أنفسهم ينتظرون غير ذلك ؛ لأن ما في أنفسهم غير مراعى ، لأنه باطل .
وقرأ أبو جعفر الرواسي عن أهل مكة : { أن تأتهم } على الشرط ، وجوابه : { فقد جاء أشراطها } ، وهذا غير مشكوك فيه ، لأنها آتية لا محالة .
لكن خوطبوا بما كانوا عليه من الشك ، ومعناه : إن شككتم في إثباتها فقد جاء أعلامها ؛ فالشك راجع إلى المخاطبين الشاكين .
وقال الزمخشري : فإن قلت : فما جزاء الشرط ؟ قلت : قولهم : { فأنى لهم } ، ومعناه : أن تأتيهم الساعة ، فكيف لهم ذكراهم ، أي تذكرهم واتعاظهم ؟ إذا جاءتهم الساعة يعني لا تنفعهم الذكرى حينئذ لقوله : { يوم يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى } فإن قلت : بم يتصل قوله ، وقد جاء أشراطها على القراءتين ؟ قلت : بإتيان الساعة اتصال العلة بالمعلول كقولك : إن أكرمني زيد فأنا حقيق بالإكرام أكرمه .
وقرأ الجعفي ، وهرون ، عن أبي عمرو : { بغتة } ، بفتح الغين وشد التاء .
قال صاحب اللوامح : وهي صفة ، وانتصابها على الحال لا نظير لها في المصادر ولا في الصفات ، بل في الأسماء نحو : الحرية ، وهو اسم جماعة ، والسرية اسم مكان . انتهى .
وكذا قال أبو العباس بن الحاج ، من أصحاب الأستاذ أبي علي الشلوبين ، في ( كتاب المصادر ) على أبي عمرو : أن يكون الصواب بغتة ، بفتح الغين من غير تشديد ، كقراءة الحسن فيما تقدم . انتهى .
وهذا على عادته في تغليظ الرواية .
{ فقد جاء أشراطها } : أي علاماتها ، فينبغي الاستعداد لها .
ومن أشراط الساعة مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ هو خاتم الأنبياء .
وروي عنه أنه قال : « أنا من أشراط الساعة » وقال : « بعثت أنا والساعة كهاتين وكفرسي رهان » وقيل : منها الدخان وانشقاق القمر .
وعن الكلبي : كثرة المال ، والتجارة ، وشهادة الزور ، وقطع الأرحام ، وقلة الكرام ، وكثرة اللئام .
{ فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم } : الظاهر أن المعنى : فكيف لهم الذكرى والعمل بها إذا جاءتهم الساعة ؟ أي قد فاتها ذلك .
قيل : ويحتمل أن يكون المبتدأ محذوفاً ، أي : فأنى لهم الخلاص إذا جاءتهم الذكرى بما كانوا يخبرون به فيكذبون به بتواصله بالعذاب ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.