أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ} (1)

شرح الكلمات :

{ من أهل الكتاب : } : أي اليهود والنصارى .

{ والمشركين } : أي عبدة الأصنام .

{ منفكين } : أي زائلين عما هم عليه منتهين عنه .

{ حتى تأتيهم البينة } : أي الحجة الواضحة ، وهي محمد صلى الله عليه وسلم وكتابه القرآن الكريم .

المعنى :

قوله تعالى { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين } وهم اليهود والنصارى والمشركون هم عباد الأصنام ، لم يكونوا منفصلين عما هم عليه من الديانة تاركين لها إلى غاية مجيء البيّنة لهم فلما جاءتهم البينة - وهي محمد صلى الله عليه وسلم وكتابه - انفكوا أي انقسموا فمنهم من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وكتابه والدين الإِسلامي ومنهم من كفر فلم يؤمن .

الهداية :

من الهداية :

- بيان أن الديانات السابقة للإِسلام والتي عاصرته كانت منحرفة اختلط فيها الحق بالباطل ، ولم تصبح صالحة للإِسلام والهداية البشرية ، ولا فرق بين اليهودية والنصرانية والمجوسية .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة لم يكن [ البينة ]

مدنية ، وآياتها 8 نزلت بعد الطلاق .

ذكر الله الكفار ثم قسمهم إلى صنفين : أهل الكتاب والمشركين ، وذكر أن جميعهم لم يكونوا منفكين حتى تأتيهم البينة وتقوم عليهم الحجة ببعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعنى منفكين منفصلين ، ثم اختلف في هذا الانفصال على أربعة أقوال :

أحدها أن المعنى لم يكونوا منفصلين عن كفرهم حتى تأتيهم البينة لتقوم عليهم الحجة .

الثاني : لم يكونوا منفصلين عن معرفة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله .

الثالث : اختاره ابن عطية ، وهو لم يكونوا منفصلين عن نظر الله وقدرته حتى يبعث الله إليهم رسولا يقيم عليهم الحجة .

الرابع : وهو الأظهر عندي أن المعنى لم يكونوا لينفصلوا من الدنيا حتى بعث الله لهم سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم ، فقامت عليهم الحجة ؛ لأنهم لو انفصلت الدنيا دون بعثه لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا ، فلما بعثه الله لم يبق لهم عذر ولا حجة ، فمنفكين على هذا ، كقولك : لا تبرح أو لا تزول حتى يكون كذا وكذا .