أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ كِتَٰبٗا مُّؤَجَّلٗاۗ وَمَن يُرِدۡ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَن يُرِدۡ ثَوَابَ ٱلۡأٓخِرَةِ نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَاۚ وَسَنَجۡزِي ٱلشَّـٰكِرِينَ} (145)

شرح الكلمات :

{ كتاباً مؤجلاً } : كتب تعالى آجال الناس مؤقتة بمواقيتها فلا تتقدم ولا تتأخر .

{ ثواب الدنيا } : الثواب : الجزاء على النية والعمل معاً ، وثواب الدنيا الرزق وثواب الآخرة الجنة .

{ الشاكرين } : الذين ثبتوا على إسلافهم فاعتبر ثباتهم شكراً لله ، وما يجزيهم به هو الجنة ذات النعيم المقيم ، وذلك بعد موتهم .

المعنى :

أما الآية الرابعة ( 145 ) فقد تضمنت حقيقتين علميتين : الأولى : أن موت الإِنسان متوقف حصوله على إذن الله خالقه ومالكه فلا يموت أحد بدون علم الله تعالى بذلك فلم يكن لملك الموت أن يقبض روح إنسان قبل إذن الله تعالى له بذلك ، وشيء آخر وهو أن موت كل إنسان قد ضبط تاريخ وفاته باللحظة فضلاً عن اليوم والساعة ، وذلك في كتاب خاص فليس من الممكن أن يتقدم أجل إنسان أو يتأخر بحال من الأحوال ، هذه حقيقة يجب أن تعلم ، من قول الله تعالى : { وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً } .

والثانية : أن من دخل المعركة يقاتل باسم الله فإن كان يريد بقتاله ثواب الدنيا فلله عز وجل يؤتيه من الدنيا ما قدره له ، وليس له من ثواب الآخرة شيء ، وإن كان يريد ثواب الآخرة لا غير فالله عز وجل يعطيه في الدنيا ما كتب له ويعطيه ثواب الآخرة وهو الجنة وما فيها من نعيم مقيم وأن الله تعالى سيجزي الشاكرين بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . هذه الحقيقة التي تضمنها قوله تعالى : { ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين } .

الهداية

من الهداية :

- الجهاد وخوض المعارك لا يقدم أجل العبد ، والفرار من الجهاد لا يؤخره أيضاً .

- ثواب الأعمال موقوف على نية العاملين وحسن قصدهم .

- فضيلة الشكر بالثبات على الإِيمان والطاعة لله ورسوله في الأمر والنهي .