{ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله } يعني وما ينبغي لنفس أن تموت .
وقال الأخفش : اللام في قوله : ( لنفس ) مقتولة تقديره : ما كانت نفس لتموت ( إلاّ بإذن الله ) بعلم الله ، وقيل : بأمره .
{ كِتَاباً مُّؤَجَّلاً } يعني أنّ لكل نفس أجلا هو بالغه ورزقاً مستوفيه ، لا يقدر أحد على تقديمه وتأخيره .
قال مقاتل : من اللوح المحفوظ ، ونصب الكتاب على المصدر يعني : كتب الله كتاباً مؤجلا ، كقوله :
{ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ } [ الإسراء : 28 ] وصنع الله وكتاب الله عليكم ، وقيل : هو إغراء أي : آمنوا بالقدر المقدور .
{ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا } يعني ومن يرد بطاعته الدنيا ويعمل لها نؤته منها ما يكون جزاءاً لعمله ، ونظيرها قوله :
{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ } [ الشورى : 20 ] الآية .
وقال أهل المعاني : الآية مجملة ومعناها : نؤته من نشاء ما قدرناه له ، دليله قوله عزّ وجلّ :
{ مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ } [ الإسراء : 18 ] نزلت في الذين تركوا المركز يوم أُحد طلباً للغنيمة .
{ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا } يعني الذين ثبتوا مع أميرهم عبد الله بن جبير حتى قُتلوا { وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ } أي الموحدين المطيعين . والقراءة بالنون لقوله تعالى : { نُؤْتِهِ مِنْهَا } .
قرأ الأعمش : وسيجزي بالياء ، يعني الله سبحانه .
وعن عمر بن الخطاب قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " الأعمال بالنيّات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.