أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا يُحۡيِيكُمۡۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ وَأَنَّهُۥٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ} (24)

شرح الكلمات :

{ استجيبوا } : اسمعوا وأطيعوا .

{ لما يحييكم } : أي لما فيه حياتكم ولما هو سبب في حياتكم كالإِيمان والعمل الصالح والجهاد .

المعنى :

هذا هو النداء الثالث بالكرامة للمؤمنين الرب تعالى يشرفهم بندائه ليكرمهم بما يأمرهم به أو ينهاهم عنه تربية لهم وإعداداً لهم لسعادة الدارين وكرامتهما فيقول { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } وهو بمعنى النداء الأول أطيعوا الله ورسوله . وقوله { لما يحييكم } إشعار بأن أوامر الله تعالى ورسوله كنواهيهما لا تخلو أبداً مما يحيي المؤمنين أو يزيد في حياتهم أو يحفظها عليهم ، ولذا وجب أن يطاع الله ورسوله ما أمكنت طاعتهما . وقوله { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه } تنبيه عظيم للمؤمنين فيقلب القلب ويوجهه إلى وجهة أخرى فيكره فيها الخير ويرغب في الشر وقوله { وأنه إليه تحشرون } فالذي يعلم أنه سيحشر رغم أنفه إلى الله تعالى كيف يسوغ له عقله أن يسمع نداءه بأمره فيه أو ينهاه فيعرض عنه .

الهداية

من الهداية :

- وجوب الاستجابة لنداء الله ورسوله بفعل الأمر وترك النهي لما في ذلك من حياة الفرد المسلم .

- تعين اغتنام فرصة الخير قبل فواتها فمتى سنحت للمؤمن تعين عليه اغتنامها .