الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا يُحۡيِيكُمۡۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ وَأَنَّهُۥٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ} (24)

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { إذا دعاكم لما يحييكم } قال : هو هذا القرآن فيه الحياة والتقة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة .

وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله { إذا دعاكم لما يحييكم } أي للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل ، وقواكم بها بعد الضعف ، ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم .

وأخرج ابن أبي شيبة وحشيش بن أصرم في الاستقامة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه } قال : يحول بين المؤمن وبين الكفر ومعاصي الله ، ويحول بين الكافر وبين الإيمان وطاعة الله .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية { يحول بين المرء وقلبه } قال " يحول بين المؤمن والكفر ، ويحول بين الكافر وبين الهدى " .

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه } قال : يحول بين الكافر وبين أن يعي بابا من الخير أو يعمله أو يهتدي له .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه } قال : علمه يحول بين المرء وقلبه .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي غالب الخلجي قال : سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قول الله { يحول بين المرء وقلبه } قال : يحول بين المؤمن وبين معصيته التي يستوجب بها الهلكة ، فلا بد لابن آدم أن يصيب دون ذلك ، ولا يدخل على قلبه الموبقات التي يستوجب بها دار الفاسقين ، ويحول بين الكافر وبين طاعته ما يستوجب ما يصيب أولياءه من الخير شيئا ، وكان ذلك في العلم السابق الذي ينتهي إليه أمر الله تعالى ، وتستقر عنده أعمال العباد .

وأخرج أبو الشيخ عن أبي غالب قال : سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله { يحول بين المرء وقلبه } قال : قد سبقت بها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ وصف لهم عن القضاء قال لعمر رضي الله عنه وغيره ممن سأله من أصحابه " اعمل فكل ميسر . قال : وما ذاك التيسير ؟ قال : صاحب النار ميسر لعمل النار ، وصاحب الجنة ميسر لعمل الجنة " .

وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه . أنه سمع غلاما يدعو : اللهم إنك تحول بين المرء وقلبه فحل بيني وبين الخطايا فلا أعمل بسوء منها . فقال عمر رضي الله عنه : رحمك الله ، ودعا له بخير .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله { يحول بين المرء وقلبه } قال : في القرب منه .