تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (155)

أخبر تعالى أنه يبتلي عباده [ المؤمنين ]{[2973]} أي : يختبرهم ويمتحنهم ، كما قال تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } [ محمد : 31 ] فتارة بالسراء ، وتارة بالضراء من خوف وجوع ، كما قال تعالى : { فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ } [ النحل : 112 ] فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ؛ ولهذا قال : لباس الجوع والخوف . وقال هاهنا { بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ } أي : بقليل من ذلك { وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ } أي : ذهاب بعضها { وَالأنْفُسِ } كموت الأصحاب والأقارب والأحباب { وَالثَّمَرَاتِ } أي : لا تُغِلّ الحدائق والمزارع كعادتها . كما قال بعض السلف : فكانت بعض النخيل لا تثمر غير واحدة . وكل هذا وأمثاله مما يختبر الله به عباده ، فمن صبر أثابه [ الله ]{[2974]} ومن قنط أحل [ الله ]{[2975]} به عقابه . ولهذا قال : { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }

وقد حكى بعضُ المفسرين أن المراد من الخوف{[2976]} هاهنا : خوف الله ، وبالجوع : صيام رمضان ، ونقص{[2977]} الأموال : الزكاة ، والأنفس : الأمراض ، والثمرات : الأولاد .

وفي هذا نظر ، والله أعلم .


[2973]:زيادة من جـ.
[2974]:زيادة من جـ.
[2975]:زيادة من جـ.
[2976]:في جـ: "أن المراد بالخوف".
[2977]:في جـ: "وبنقص".