الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (155)

ثم قال تعالى : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الاَمْوَالِ وَالاَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ) [ 154 ] .

أي : لنختبرنكم( {[4879]} ) ولنمتحننكم بشدائد الأمور فيظهر من هو في الصبر والاحتساب على ابتاع الرسول صلى الله عليه وسلم باقٍ ، ممن ينقلب على عقبيه كما ابْتَلَيْتُكُمْ بتحويل القبلة . وقد وعدهم( {[4880]} ) الله بذلك الامتحان في آية( {[4881]} ) أخرى فقال : ( اَمْ حَسِبْتُمُ أَن تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَاتِكُم مَّثَلُ الذِينَ/خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ) الآية إلى ( قَرِيبٌ )( {[4882]} )( {[4883]} ) . قال ابن عباس : " أخبر الله عز وجل المؤمنين( {[4884]} ) أن الدنيا( {[4885]} ) دار بلاء وأنه مبتليهم فيها ، وأمرهم بالصبر وبشّرهم فقال : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) . وأخبر في الآية الأخرى أنه هكذا فعل بأوليائه قبلهم لتطيب( {[4886]} ) أنفسهم فقال : ( مَسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا )( {[4887]} )( {[4888]} ) .

وقوله : ( بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ ) [ 154 ] . يعني خوف العدو .

( وَالجُوعِ )( {[4889]} ) : يعني القحط( {[4890]} ) .

ثم قال : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) [ 154 ] : أي : الصابرين على الامتحان ،


[4879]:- في ع3: لنخبرنكم.
[4880]:- في ع2، ع3: وعدكم.
[4881]:- في ع2: آيات.
[4882]:- البقرة آية 212.
[4883]:- انظر: جامع البيان 3/219.
[4884]:- في ع1: أن المؤمنين.
[4885]:- سقط قوله: "أن الدنيا" من ع3.
[4886]:- في ع1: لتطب.
[4887]:- البقرة آية 212.
[4888]:- انظر: جامع البيان 3/219.
[4889]:- في ع1، ع2، ح، ق: ومن.
[4890]:- وهو قول ابن عباس في تفسير القرطبي 2/173-174.