فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (155)

{ ولنبلونكم } ولنصيبنكم إصابة تشبه فعل المختبر لأحوالكم هل تصبرون أم تجزعون ؟

{ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات } معطوف على مضمون الآيتين السابقتين – 154-153 . من قوله سبحانه { يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر . . . } إلى قوله جل ذكره { بل أحياء ولكن لا يشعرون } [ والجامع أن مضمون الأولى طلب الصبر ومضمون الثانية { ولنبلونكم } الآية بيان مواطن الصبر والمراد لنعاملنكم معاملة المبتلي والمختبر ]{[538]} بقليل من الخوف ومن الجوع والقحط ونقص الأموال -وهي ما يتمول – بهلاك بعضه ونقص الأنفس بموت الأحبة أو قلتهم ونقص الثمرات تلفها أو نقصها أو قلتها { وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } [ خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أو لكل من تتأتى منه البشارة والجملة عطف على ما قبلها . . . كأنه قيل الابتلاء حاصل لكم وكذا البشارة ولكن لمن صبر منكم وقيل على محذوف أي أنذر الجازعين وبشر ،


[538]:ما بين العلامتين [ ] من روح المعاني بتصرف.