النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (155)

قوله تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُم } يعني أهل مكة ، لما تقدم من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعلها عليهم سنين كسني يوسفَ حين قحطوا سبع سنين ، فقال الله تعالى مجيباً لدعاء نبيه : { وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالجُوعِ } الخوف يعني الفزع في القتال ، والجوع يعني المجاعة بالجدب .

{ وَنَقْصٍ مِّنَ الأمَوَالِ } يحتمل وجهين :

أحدهما : نقصها بالجوائح المتلفة .

والثاني : زيادة النفقة في الجدب .

{ وَالأَنفُسِ } يعني ونقص الأنفس بالقتل والموت . { وَالثَّمَرَاتِ } قلة النبات وارتفاع البركات .

{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } يحتمل ثلاثة أوجه :

أحدها : وبشر الصابرين على الجهاد بالنصر .

والثاني : وبشر الصابرين على الطاعة بالجزاء .

والثالث : وبشر الصابرين على المصائب بالثواب ، وهو أشبه{[230]} لقوله من بعد :


[230]:- وهو أشبه: هذه العبارة في اصطلاح المؤلف تعنى ترجيح وجه على غيره ومثلها "ويحتمل" أو وهو محتمل.