روى أنه لما نزل { وأنذر عشيرتك الأقربين } {[1]} رقي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا ، وجمع أقاربه ، فجاء أبو لهب وقريش فقال صلى الله عليه وسلم : " أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم ، أكنتم مصدقي ؟ " . قالوا : نعم ! ما جربنا عليك إلا صدقا . قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " . فقال أبو لهب : تبا لك ! ألهذا دعوتنا ! وأخذ بيديه حجرا ليرميه عليه السلام به ؛ فنزلت السورة . وأبو لهب هو عبد العزى بن عبد المطلب ، وذكر بكنيته لاشتهاره بها . أو لكراهة ذكر اسمه القبيح في التنزيل . وكان شديد المعاداة والمناصبة له صلى الله عليه وسلم .
{ تبت } هلكت أو خسرت . { يدا أبي لهب } من التباب بمعنى القطع المفضي إلى الهلاك . وهو دعاء عليه بهلاكه كله . واليدان : كناية عن الذات والنفس ؛ كما في قوله تعالى : { بما قدمت يداك } {[416]} وقولهم : أصابته يد الدهر ، ويد المنايا ؛ يريدون أصابه كل ذلك . { وتب } أي وقد تب وهلك . فهو إخبار بحصول هلاكه بعد الدعاء عليه به ؛ كما يقال : أهلكه الله وقد هلك . ويؤيده قراءة { وقد تب } . وقد نزلت السورة قبل هلاكه ؛ فالتعبير بالماضي لتحقق الوقوع .
مكية ، وآياتها 5 ، نزلت بعد الفاتحة .
سببها أنه لما نزل قوله تعالى : { وأنذر عشيرتك الأقربين } [ الشعراء : 214 ] ، صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا فنادى بأعلى صوته : يا صباحاه ، فاجتمعت إليه قريش ، فقال لهم : " إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " ، ثم أنذرهم عموما وخصوصا ، فقال له أبو لهب : تبا لك ، لهذا جمعتنا ؟ فنزلت السورة .
{ تبت يدا أبي لهب } معنى تبت خسرت ، والتباب هو الخسران ، وأبو لهب هو عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم ، وهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان من أشد الناس عداوة له ، فإن قيل : لم ذكره الله بكنيته دون اسمه ؟ فالجواب من ثلاثة أوجه :
أحدها : أن كنيته كانت أغلب عليه من اسمه ، كأبي بكر وغيره ، ويقال : إنه كني بأبي لهب لتلهب وجهه جمالا .
الثاني : أنه لما كان اسمه عبد العزى ، عدل عنه إلى الكنية .
الثالث : أنه لما كان من أهل النار واللهب كناه أبا لهب وليناسب ذلك قوله : { سيصلى نارا ذات لهب } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.