صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وآياتها خمس

بسم الله الرحمان الرحيم

سورة المسد

وتسمى سورة تبت

روى أنه لما نزل { وأنذر عشيرتك الأقربين } {[1]} رقي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا ، وجمع أقاربه ، فجاء أبو لهب وقريش فقال صلى الله عليه وسلم : " أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم ، أكنتم مصدقي ؟ " . قالوا : نعم ! ما جربنا عليك إلا صدقا . قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " . فقال أبو لهب : تبا لك ! ألهذا دعوتنا ! وأخذ بيديه حجرا ليرميه عليه السلام به ؛ فنزلت السورة . وأبو لهب هو عبد العزى بن عبد المطلب ، وذكر بكنيته لاشتهاره بها . أو لكراهة ذكر اسمه القبيح في التنزيل . وكان شديد المعاداة والمناصبة له صلى الله عليه وسلم .

{ تبت } هلكت أو خسرت . { يدا أبي لهب } من التباب بمعنى القطع المفضي إلى الهلاك . وهو دعاء عليه بهلاكه كله . واليدان : كناية عن الذات والنفس ؛ كما في قوله تعالى : { بما قدمت يداك } {[416]} وقولهم : أصابته يد الدهر ، ويد المنايا ؛ يريدون أصابه كل ذلك . { وتب } أي وقد تب وهلك . فهو إخبار بحصول هلاكه بعد الدعاء عليه به ؛ كما يقال : أهلكه الله وقد هلك . ويؤيده قراءة { وقد تب } . وقد نزلت السورة قبل هلاكه ؛ فالتعبير بالماضي لتحقق الوقوع .


[1]:ية 17 غافر.
[416]:آية 10 الحج.
 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة تبت ، [ وهي ] مكية .

{ 1 - 5 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ }

أبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان شديد العداوة [ والأذية ] للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلا فيه دين ، ولا حمية للقرابة -قبحه الله- فذمه الله بهذا الذم العظيم ، الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة فقال : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ } أي : خسرت يداه ، وشقى { وَتَبَّ } فلم يربح .