قوله : { خالدين فيها مادامت السموات والأرض }[ 107 ] : أي : وقت دوام ذلك{[33199]} . ومعنى الآية : أبدا ، لأن العرب تقول : لا أكلمك ما دامت السماوات والأرض ، وما اختلف الليل والنهار/ . فخوطبوا على ما يعلمون ، ويفهمون بينهم{[33200]} .
وقوله : ( { إلا ما شاء ربك } ){[33201]} اختلف{[33202]} في ذلك اختلافا شديدا .
1 . فمن العلماء من قال : ( إلا ) للاستثناء{[33203]} ، استثنى به من الزمان ، ( فما ) على بابها{[33204]} : لما لا يعقل .
2 . ومنهم من قال : ( إلا ) بمعنى : ( سوى ){[33205]} ( وما ) على بابها للزمان ، فهي في زيادة الخلود{[33206]} .
3 . ومنهم من قال : ( إلا ) على بابها ، و( ما ){[33207]} بمعنى ( من ) : جاءت لمن يعقل ، فهي{[33208]} استثناء من الأشخاص والمعذبين الذين يخرجون من النار م المؤمنين . وسنذكر قول من بلغنا ( قوله ){[33209]} من العلماء في ذلك .
قال قتادة : ( الله{[33210]} أعلم بثَنِيَّاه{[33211]} . ذكر لنا أن ناسا يصيبهم سفع{[33212]} من النار بذنوب أصابوها ، ثم يدخلهم الله الجنة برحمته يسمون : الجهنميون ){[33213]} . فيكون هذا الاستثناء في أهل التوحيد{[33214]} .
( وقيل : المعنى : إلا ما شاء ربك أن يتجاوز عنه . وذلك في أهل التوحيد ){[33215]} فهو استثناء من الداخلين{[33216]} النار ، لا من الخلود . ( فالا ) على هذين القولين للاستثناء ، و( ما ) بمعنى ( من ) : استثنى{[33217]} خروج من يدخل النار من المؤمنين .
وقيل : ( عنى بذلك أهل النار ، و{[33218]}كل من دخلها ){[33219]} .
وروي عن ابن مسعود رضي الله عليه أنه قال : ( ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ، ليس فيها أحد ){[33220]} .
وقال الشعبي : ( جهنم أسرع الدارين عمرانا ، وأسرعها خرابا ){[33221]} . وهذان القولان شاذان .
وقال{[33222]} ابن زيد : هي مشيئته{[33223]} في الزيادة من العذاب ، أو في النقصان ، وقد تبين لنا معنى تبيانه{[33224]} في أهل الجنة بقوله : { عطاء غير مجذوذ } : إنه في الزيادة ، ولم يبين لنا ذلك في أهل النار{[33225]} . وهو{[33226]} محتمل للزيادة والنقص من العذاب .
وقوله تعالى : { فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا }{[33227]} ، يدل على أنه في الزيادة . وقال بعض ( أهل ){[33228]} العربية : وهو استثناء استثناه ، ويفعله ، كقولك : ( لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك ، وعزمك على ضربه ){[33229]} وقال بعضهم : ( إلا ) هنا : بمعنى{[33230]} سوى . والمعنى : سوى ما شاء الله من الزيادة في الخلود ، وهو اختيار أبي بكر{[33231]} . قال : لأن الله تعالى لا خلف لوعده ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.