الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِمَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَلَقَدۡ فَضَّلۡنَا بَعۡضَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ عَلَىٰ بَعۡضٖۖ وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورٗا} (55)

ثم قال { وربك أعلم بمن في السماوات والأرض } [ 55 ] .

أي : ربك يا محمد أعلم{[41220]} بمصالح من في السماوات والأرض وتدبيرهم/وأهل التوبة منهم من أهل المعصية{[41221]} .

ثم قال : { ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض } [ 55 ] .

وهو اتخاده لإبراهيم خليلا ، وتكلميه موسى{[41222]} ، وجعل عيسى كآدم وإيتاء سليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده ، وأتى{[41223]} داوود زبورا . وهو دعاء علمه الله داود تحميد وتمجيد ليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود ، وغفر لمحمد صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأرسله إلى الناس كافة{[41224]} .

روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خفف على داوود القرآن فكان يأمر بدابته تسرج فكان يقرأ قبل أن يفرغ يعني : القرآن{[41225]} " .

وفائدة الآية أن الله أخبر المشركين بأنه قد فضل بعض النبيئين على بعض فلا ينكروا{[41226]} تفضيله لمحمد [ صلى الله عليه وسلم ] وأعطاه القرآن ، فقد أعطي{[41227]} داوود زبورا وهو بشر مثله{[41228]} .


[41220]:ط: "اعلم يا محمد".
[41221]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/103.
[41222]:ق: "عيسى".
[41223]:ط: "وإيتا" ولعله الأصوب.
[41224]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/103.
[41225]:أخرجه البخاري في كتاب التفسير، سورة الإسراء رقم 4713. وأخرجه أحمد في المسند 2/314 وفيه "خففت على داوود عليه السلام القراءة ...".
[41226]:ط: "تنكروا".
[41227]:ط: اعطى.
[41228]:وهو قول الزجاج انظر: معاني الزجاج 3/245.