ولما كان كل من الغصب والمسكنة سبباً لفعله ، قدمها على الغصب ، إشارة إلى أن أقوى السببين الحاملين على فعله الرأفة بالمساكين { وأما الغلام } {[47147]}أي الذي قتلته{[47148]} { فكان أبواه مؤمنين } وكان هو مطبوعاً على الكفر - كما {[47149]}يأتي في{[47150]} حديث أبيّ رضي الله عنه .
ولما كان يحتمل عند الخضر عليه السلام أن يكون هذا الغلام مع كفره في نفسه سبباً لكفر أبويه إن كبر ، وكان أمر الله له بقتله مثل{[47151]} فعل من يخشى ذلك ، أسند الفعل إليهما{[47152]} في قوله : { فخشينا أن يرهقهما } {[47153]}أي يغشيهما{[47154]} ويلحقهما إن كبر بمحبتهما له{[47155]} أو بجراءته{[47156]} وقساوته { طغياناً } أي تجاوزاً في الظلم{[47157]} وإفراطاً فيه{[47158]} { وكفراً * } لنعمتهما فيفسد دنياهما أو يحملهما حبهما له على الطغيان والكفر بالله طاعة فيفسد دينهما ، روى مسلم في القدر{[47159]} وأبو داود في السنة{[47160]} والترمذي في التفسير{[47161]} عن ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافراً ، ولو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً " وهذا وحديث : " الله أعلم بما كانوا عاملين{[47162]} " يدل على أن العذاب - على ما {[47163]}لو وجد شرطه لوقع{[47164]} - إنما يكون على ما كان جبلة وطبعاً ، لا ما كان عارضاً ، وإلا لعذب الأبوان{[47165]} {[47166]}على تقدير أن يكون المعلوم من الكفر منهما{[47167]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.