الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ أُوْلَـٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (114)

قوله : ( وَمَنَ اَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ ) الآية [ 113 ] .

عني( {[3639]} ) بذلك النصارى منعوا الناس من بيت المقدس( {[3640]} ) وكانوا يطرحون فيه( {[3641]} ) الأوساخ قاله ابن عباس وغيره( {[3642]} ) .

وقال قتادة : " حمل بُغض( {[3643]} ) النصارى لليهود أن أعانوا عدو( {[3644]} ) الله بُخْتُنصر( {[3645]} ) المجوسي البابلي( {[3646]} ) على تخريب بيت المقدس " ( {[3647]} ) .

وقال السدي : " أعانت الروم بختنصر على خراب بيت المقدس عداوة منهم لليهود إذ( {[3648]} ) قتلوا يحيى بن زكريا " ( {[3649]} ) .

وقال ابن زيد " عني بذلك مشركي العرب إذ منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام يوم الحديبية حتى نحر هديه( {[3650]} ) بذي( {[3651]} ) طوى( {[3652]} ) وهادنهم . وكانوا قد قالوا له( {[3653]} ) : لا تدخل علينا وقد قتلت( {[3654]} ) آباءنا يوم بدر ، [ ومنا طارف يطرف ] ( {[3655]} ) وقد كان الرجل يلقى قاتل أبيه وأخيه فلا يصده عن البيت فَصُدَّ النبي صلى الله عليه وسلم عن البيت " ( {[3656]} ) .

وقوله : ( أَنْ يَّدْخُلُوهَا( {[3657]} ) إِلاَّ خَائِفِينَ ) [ 113 ] .

قال قتادة : " هم اليوم لا يوجد أحد منهم في بيت المقدس إلا عوقب " ( {[3658]} ) .

وقال السدي : " لا يدخل رومي بيت المقدس إلا خائف أن تضرب عنقه مع أنهم( {[3659]} )/ أخيفوا بأداء الجزية " ( {[3660]} ) .

وقال ابن زيد : " معناه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى : أَلاَّ يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ ، وَلاَ يَطُوفُ بِالبَيْتِ عُرْيَانٌ ، فخاف( {[3661]} ) المُشركون وانْتَهَوُا( {[3662]} ) " ( {[3663]} ) .

ومعنى ( وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ) [ 113 ] أي : في هدمها ونقضها .

وقيل : هو خلاؤها أي : المنع( {[3664]} ) من ذكر الله فيها من الصلاة وذكر الله فيها .

وقال/ ابن( {[3665]} ) زيد : " هو منع المشركين المسلمين من الحج والعمرة " .

والخزي أخذ الجزية منهم وهم صاغرون ، أي : من اليهود والنصارى( {[3666]} ) .

وقال السدي : " الخزي هو قتل الروم عند قيام المهدي وفتح القسطنطينية( {[3667]} ) ورومية " ( {[3668]} ) .


[3639]:- في ع3: يعني.
[3640]:- في ع3: المقداس.
[3641]:- في ع2: فيها.
[3642]:- انظر: تفسير مجاهد 1/86، والمحرر الوجيز 1/333، وتفسير ابن كثير 1/156، والدر المنثور 1/264.
[3643]:- في ع2، ق، ع3: بعض. وهو تصحيف.
[3644]:- في ق: عهدوا. وهو تحريف.
[3645]:- في ع3: نصاراً. وهو تحريف.
[3646]:- في ق: البابلي. وهو تصحيف.
[3647]:- انظر: أسباب النزول 42، وتفسير القرطبي 2/77.
[3648]:- سقط من ق.
[3649]:- انظر: جامع البيان 2/521، والمحرر الوجيز 1/333.
[3650]:- في ع1، ق: هدية. وهو تصحيف.
[3651]:- في ع3: بيد. وهو تحريف.
[3652]:- في ح، ق: طوبى. وهو تحريف.
[3653]:- سقط من ع2.
[3654]:- في ق: قلت. وهو تحريف.
[3655]:- في ع3: ومتى ظرف يطرق. وهو تصحيف.
[3656]:- انظر: جامع البيان 2/521، وتفسير ابن كثير 1/156، ولباب النقول 26.
[3657]:- في ع2: يدخلها. وهو خطأ.
[3658]:- انظر: جامع البيان 2/524، وتفسير ابن كثير 1/157.
[3659]:- في ح، ق: ما أنهم.
[3660]:- انظر: جامع البيان 2/525، وتفسير ابن كثير 1/157، والدر المنثور 1/264.
[3661]:- في ع3: فخافوا.
[3662]:- في ق: انتبهوا.
[3663]:- رواه الشيخان. انظر: صحيح البخاري 2/164، وصحيح مسلم 2/982.
[3664]:- في ع3: للمنع.
[3665]:- سقط من ع2.
[3666]:- وهو قول قتادة. انظر: جامع البيان 2/525، وتفسير القرطبي 2/79.
[3667]:- في ع2: القسطنطينية. وفي ع3: القسطينية.
[3668]:- انظر: جامع البيان 2/525، وتفسير القرطبي 2/79، والدر المنثور 1/264.