قوله : ( وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ )( {[8989]} ) [ 279 ] . أي إن وقع ذلك .
ولا خبر ل " كان " ، هي " كان " ( {[8990]} ) التامة تستغني باسمها عن( {[8991]} ) الخبر . فليست بالداخلة على( {[8992]} ) الابتداء والخبر ، تلك هي الناقصة التي تحتاج إلى خبر( {[8993]} ) .
وقد قيل : إن الخبر محذوف ، والتقدير : " وإن كان ذو عسرة في الدين فنظرة إلى ميسرة " ( {[8994]} ) .
وفي مصحف عبد الله : " وَإِنْ كَانَ ذَا " بالألف( {[8995]} ) على تقدير : وإن كان الذي عليه الدين ذا عسرة ، فهي " كان " الناقصة على هذا .
وقرأ مجاهد : " فَنَاظِرْهُ إِلَى مَيْسَرٍ هِي( {[8996]} ) " ، بضم السين ، وصلت الهاء بياء .
وهو لحن عند أهل العربية : ليس في الكلام مفعل بتغيير( {[8997]} ) هاء التأنيث( {[8998]} ) .
قال الأخفش : / " ولو قرأوا( {[8999]} ) بفتح السين لكان حسناً ، لأن " مفعلاً في الكلام كثير " ( {[9000]} ) .
وقوله( {[9001]} ) : ( فَنَظِرَةٌ ) [ 279 ] . هو من التأخير . ورفعها على معنى : " فعليكم نظرة " ( {[9002]} ) .
/وحكى أبو إسحاق : " فناظرة " ( {[9003]} ) من التأخير( {[9004]} ) .
وقيل : [ هو من أسماء المصادر( {[9005]} ) كقوله : ( لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ )( {[9006]} )( {[9007]} ) . ورد أبو حاتم ذلك وقال : " إنما يجوز هذا في نظر العين ، مثل الذي في النمل قوله : ( فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المُرْسَلُونَ )( {[9008]} )( {[9009]} ) .
والمعنى : " إن كان الذين( {[9010]} ) لكم أن ترجعوا عليهم برؤوس أموالكم ذوي عسرة ، فعليكم أن تنظروهم إلى ميسرة " .
وفتح السين وضمها لغتان( {[9011]} ) . وأجاز النحاس النصب على المصدر( {[9012]} ) . وهذه الآية ناسخة لما كان في أول الإسلام . كان الرجل إذا اتبع في دين ولم يكن معه ما يقضيه بيع في( {[9013]} ) الدين( {[9014]} ) .
روي( {[9015]} ) عن النبي عليه السلام( {[9016]} ) " أنه أمر أعرابياً ببيع رجل له عليه دين ، ولا مال( {[9017]} ) معه " ( {[9018]} ) .
وقال قوم : " إنما هذا الإنظار( {[9019]} ) في الربا خاصة ، وليس لمن عليه دين لا يؤديه إلا السجن حتى يؤديه كانه معه أو لم يكن لقوله : ( اِنَّ اللَّهَ يَامُرُكُمُ أَن تُؤَدُّوا الاَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )( {[9020]} )( {[9021]} ) .
قال ابن عباس : " نزلت في الربا( {[9022]} ) " .
/وأكثر( {[9023]} ) الفقهاء على أن الآية عامة في كل من عليه دين ، ولا شيء معه ، ينظر إلى يسره إذا صح فَقْرُهُ وثبت( {[9024]} ) .
قوله : ( وَأَن تَصَّدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمُ ) [ 279 ] .
أي وصدقة رؤوس أموالكم على المعسر خير لكم إن كنتم تعلمون( {[9025]} ) الفضل .
وقال قتادة : " ندبوا أن يتصدَّقوا( {[9026]} ) برؤوس أموالهم على الغني والفقير " ( {[9027]} ) .
وقال غيره( {[9028]} ) : " ذلك على المعسر خاصة( {[9029]} ) " ( {[9030]} ) .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " آخر ما نزل من القرآن آية الربا ، وإن نبي الله قبض من( {[9031]} ) قبل أن يفسرها " ( {[9032]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.