قوله : ( وَإِذَا اَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ ) [ 62 ] الآية( {[2370]} ) .
/ وقال( {[2371]} ) ابن زيد : " لما رجع موسى صلى الله عليه وسلم من عند ربه بالألواح ، أمرهم( {[2372]} ) باتباع ما فيها وقبوله والعمل به . فقالوا : ومن يأخذه بقولك أنت ، لا والله حتى نرى الله جهرة وحتى يطلع علينا ويقول : هذا كتابي فخذوه . قال( {[2373]} ) : فجاءته غضبة من الله فصعقوا فماتوا جميعاً ، ثم أحياهم الله من بعد ذلك . فقال لهم موسى صلى الله عليه وسلم : خذوا كتاب الله قالوا : لا( {[2374]} ) . قال : أي شيء أصابكم ؟ قالوا : أُمتنا ثم حُيينا . فقال : خذوا كتاب الله . قالوا : لا( {[2375]} ) . فبعث الله ملائكة فنتقت الجبل( {[2376]} ) فوقهم فهو تأويل . ( وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ( {[2377]} ) الطُّورَ ) فلما صار فوقهم ، قيل لهم : خذوا ، وإلا طرح عليكم . فأخذوه بالميثاق/ ، فهو( {[2378]} ) قوله : ( وَإِذَ اَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ ) إلى ( وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ) [ 84 ] . ولو أخذوه أول مرة لأخذوه بغير ميثاق ، ولكن عسروا فشدد( {[2379]} ) الله عليهم " ( {[2380]} ) . والطور : الجبل( {[2381]} ) .
وقيل : هو اسم جبل( {[2382]} ) بعينه معروف كلم الله سبحانه عليهوسى صلى الله عليه وسلم( {[2383]} ) .
وقيل : هو ما أنبت دون ما لم ينبت من الجبال( {[2384]} ) .
وقال السدي : " لما نظروا إلى الجبل فوقهم( {[2385]} ) خروا سجّداً على شق ، ونظروا إليه [ بالشق الآخر فرحمهم ]( {[2386]} ) الله وكشف عنهم فهم يسجدون لذلك على شق " ( {[2387]} ) .
/فقوله : ( وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ )( {[2388]} ) وقوله( {[2389]} ) : ( وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ) [ 62 ] واحد( {[2390]} ) .
ومعنى : ( بِقُوَّةٍ )( {[2391]} ) أي : بجد وعزيمة ورغبة وعمل ، وهو التوراة .
وروي أنهم قالوا : لا تقبل التوراة ، فرفع الله( {[2392]} ) فوقهم الطور كأنه ظلة ، فأيقنوا أنه واقع عليهم( {[2393]} ) ، وبعث الله ناراً من قِبلِ وجوههم ، وأتاهم( {[2394]} ) بالبحر من خلفهم ، فقال لهم موسى صلى الله عليه وسلم : " إن أنتم لم تقبلوا التوراة بما فيها أحرقكم الله بهذه النار ، وغرقكم في هذا( {[2395]} ) البحر ، وأطبق عليكم هذا الجبل " . فأخذوها كارهين ، وعاهدوا( {[2396]} ) الله ليعملن( {[2397]} ) بما فيها وسجدوا لله وهم ينظرون إلى الجبل بعين واحدة مخافة أن يقع عليهم فصارت سنة فيهم لا يُصَلّون إلا( {[2398]} ) هكذا .
ثم عصوا بعد ذلك وخالفوا( {[2399]} ) العهد ، فهو قوله : ( ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ) لعاجلهم( {[2400]} ) بالعقوبة ، فيخسرون دنياهم وآخراهم .
قوله : ( وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ ) [ 62 ] .
أي أتلوه . وقيل : معناه : اذكروا ما فيه من أمر الآخرة وهو الثواب والعقاب لعلكم تتقون ما تعاقبون عليه( {[2401]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.