ثم رجع إلى قصصهم على أحسن وجه فقال : { وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطّور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون 63 } .
{ وإذ أخذنا ميثاقكم } تذكيرا لجناية أخرى لأسلافهم ، أي واذكروا وقت أخذنا لميثاقكم بالمحافظة على ما في التوراة ، { ورفعنا فوقكم الطور } ترهيبا لتقبلوا الميثاق . وذلك أن الطور اقتلع من أصله ، ورفع وظلّل فوقهم . والطور هو الجبل . وقيل لهم وهو مطلٌّ فوقهم { خذوا ما آتيناكم } من الكتاب { بقوة } أي بجد واجتهاد ، { واذكروا ما فيه } واحفظوا ما في الكتاب وادرسوه ولا تنسوه ولا تغفلوا عنه { لعلكم تتقون } لكي تتقوا المعاصي ، أو رجاء منكم أن تنتظموا في سلك المتقين ، أو طلبا لذلك . وهذه الآية نظير قوله تعالى في سورة الأعراف { وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلّة وظنّوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون } {[602]} .
قال الراغب : إن قيل إن هذا يكون إلجاء ولا يستحق به الثواب ، قيل : لم يستحقوا الثواب بالالتزام وإنما استحقوه بالعمل بها من بعد . فأما في التزامها فمضطرون ، وقال بعض الناس : عنى بالطور تشديد الأمر عليهم ، وجعل ذلك مثلا . وذلك بعيد . ومثله قول القاشانيّ : طور الدماغ للتمكن من فهم المعاني وقبولها . فإنه بعيد يأباه ظاهر الآية الأخرى . وإن كان الإطلاق في اللغة لا ينحصر في الحقيقة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.