قوله : ( إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تُلْوُونَ عَلَى أَحَد ) الآية [ 153 ] .
العامل في إذ عفا ، كأنه قد عفا الله عنكم أيها المؤمنون ( إِذْ تُصْعِدُونَ ) أي : تلوون منهزمين في الوادي والرسول يدعوكم إليّ عباد الله ، فالهرب في مستوى الأرض وبطون الأودية اصتعاد ، وفي الجبل صعود لأنها كالسلالم والدرج( {[11061]} ) .
وقرأ الحسن " إذ تَصعَدون " ( {[11062]} ) بفتح التاء والعين على تأويل إنهم صعدوا الجبل منهزمين ، وقد روي أن بعضهم صعد الجبل .
قال السدي : لما وقعت الهزيمة على المسلمين دخل بعضهم المدينة ، وانطلق بعضهم فوق الجبل إلى الصخرة فقاموا عليها ، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إلي عباد الله إلي عباد الله( {[11063]} ) .
وقال القتبي : ( إِذْ تُصْعِدُونَ ) تبعدون في الهزيمة يقال : اصتعد في الأرض إذا أمعن في الذهاب( {[11064]} ) .
( وَلاَ تَلْوُونَ( {[11065]} ) عَلَى أَحَدٍ ) أي : لا تعرجون ولا يلتفت بعضكم( {[11066]} ) إلى بعض هرباً من عدوكم ( فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ ) أي : جزاكم بفراركم عن نبيكم صلى الله عليه وسلم ، وفشلكم عن عدوكم ، ومخالفتكم غماً على غم ، الباء في موضع على( {[11067]} ) . ومعنى ( فَأَثَابَكُمْ ) جعل ما يقوم مقام الثواب لكم غماً بعد غم مثل : ( فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ اَلِيمٍ )( {[11068]} ) . فالغم الأول : ما لحقهم على نبيهم صلى الله عليه وسلم حين سمعوا أنه قتل . والثاني : ما لحقهم من الجراح ، وقتل أصحابهم لأنه قتل يومئذ ستة وستون من الأنصار وأربعة من المهاجرين .
قوله : ( لِّكَيْلاَ تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ ) أي : من الغنيمة ( وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ ) من ألم الجراح والقتل . وقيل : الغم الأول : ما صاحبهم على قتل أصحابهم ، وجراحهم . والثاني : ما أصابهم حين سمعوا أن محمداً صلى الله عليه وسلم قتل . وقيل : الغم الأول : أسفهم على ما فات من الغنيمة . والثاني : اطلاع أبي سفيان عليهم في الجبل ، فخافوا حين أتاهم ، فرموه ، فرجع عنهم وقد كانوا فزعوا منه أن يميل عليهم فيقتلهم فهو الغم الثاني( {[11069]} ) .
وكان من قتل يومئذ ستة وستون من الأنصار وأربعة من المهاجرين( {[11070]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.