قوله : ( ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً( {[11071]} ) نُّعَاساً ) الآية [ 154 ] .
النعاس : بدل من أمنة . ويجوز أن يكون مفعولاً من أجله( {[11072]} ) . وأمنة مصدر في الأصل . وقيل : هو اسم فاعل .
أخبرهم الله تعالى أنه( {[11073]} ) جعلهم طائفتين طائفة أمنة حتى نعست ، وطائفة أهمتها نفسها حين ظنت بالله غير الحق : أي ساء ظنها بالله سبحانه .
وسبب ذلك فيما ذكر السدي : أن المشركين انصرفوا [ من أحد ]( {[11074]} ) بعدما كان منهم ، واعدوا النبي صلى الله عليه وسلم بدراً من قابل فقال لهم : نعم ، فتخوف المسلمون أن ينزل المشركون المدينة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً : أنظر ، فإن رأيتهم قعوداً على أثقالهم ، وجنبوا خيلهم ، فإن القوم ينزلون المدينة ، فاتقوا الله ، واصبروا وَوَطَّنهم على القتال ، وإن رأيتهم سراعاً عجالاً ، فليس ينزلون المدينة ، فلما أبصرهم الرسول –قعود على الأثقال( {[11075]} )- سراعاً عجالاً نادى بأعلى صوته بذهابهم ، فلما رأى المؤمنون ذلك أمنوا وناموا ، وبقي أناس من المنافقين يظنون أن القوم يأتوهم فطار عنهم النوم ، ولم يركنوا إلى قوم النبي صلى الله عليه وسلم وما أخبرهم به : أنهم لا ينزلون المدينة( {[11076]} ) .
قال أبو طلحة : كنت أنعس حتى يسقط سيفي من يدي .
ثم أخبر عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن هؤلاء المنافقين يخفون في أنفسهم ما لا يبدون للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأن الذي يخفون منه قولهم : ( لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الاَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ) وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم : ( لَّوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الذِينَ ) قدر الله عليهم القتل إلى مضاجعهم التي سبق في علمه أنهم يقتلون بها . ومعنى ( لَبَرَزَ الذِينَ ) [ أي ]( {[11077]} ) : لصاروا( {[11078]} ) إلى براز من الأرض ، وهو المكان المنكشف( {[11079]} ) .
وقرأ أبو حياة( {[11080]} ) : لبُرِّز الذين . مشدداً على ما لم يسم فاعله( {[11081]} ) .
قوله : ( وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ ) يعني به( {[11082]} ) : المنافقين يبرزون من بيوتهم إلى مضاجعهم التي يموتون بها( {[11083]} ) .
وقيل المعنى : ( وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ ) فرض عليكم القتال( {[11084]} ) . وقال الطبري : معناه وليختبر الذي في صدوركم من الشك فيميزكم بما يظهر للمؤمنين من نفاقكم ، فيميزكم المؤمنون( {[11085]} ) .
( وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ) أي : يكفر عنكم سيئاتكم إن كنتم على يقين من دينكم ( وَاللَّهُ عَلِيمٌ ) بما في صدوركم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.