قوله : { والذي قال لوالديه أف لكما } إلى قوله : { نجزي القوم المجرمين } [ الآيات 16-24 ] .
هذه الآية نزلت في عبد الرحمن {[63015]} بن أبي بكر قبل إسلامه عند بعض العلماء {[63016]} ، ورد ذلك بعضهم قال : هذا يبطله قوله : { أولئك الذين حق عليهم القول } ، فقد حقت/عليه وعلى أمثاله كلمة العذاب بهذه الآية ، وأن عبد الرحمن من أفاضيل {[63017]} المؤمنين {[63018]} .
وقال ابن عباس : نزلت في ابن لأبي بكر الصديق {[63019]} قال له : أتعدني أن أبعث بعد الموت ، منكرا لذلك ، ولم يذكر اسمه {[63020]} .
وروي أن معاوية {[63021]} لما كتب إلى مروان {[63022]} أن يبايع الناس ليزيد قال {[63023]} عبد الرحمن ابن أبي بكر : جئتم بها هرقلية ( فقال له مروان {[63024]} : يا أيها الناس ) إن هذا الذي قال الله فيه : { والذي قال لوالديه أف لكما } الآية ، فغضبت عائشة لما بلغها ذلك وقالت {[63025]} : والله ما هو به ، ولو شئت أن أسميه لسميته ، ولكن الله لعن أباك وأنت في صلبه – تعني الحكم – طريد {[63026]} رسول الله صلى الله عليه وسلم {[63027]} ، {[63028]}والتقدير في الآية ، والذي قال لوالديه إذ دعواه {[63029]} إلى الإيمان بالله والإقرار بالبعث بعد الموت أف لكما ، أي : قذرا لكما أتعدانني أن أخرج من قبري بعد الموت .
وقرأ الحسن : أن أخرج ، جعل الفعل له {[63030]} .
قال قتادة : هذا عبد سوء عاق لوالديه فاجر {[63031]} .
وقوله : { وقد خلت القرون من قبلي } .
أي : أتعدانني في {[63032]} أن أبعث بعد الموت وقد مضت قبلي القرون فهلكت ، ولم يبعث أحد منهم بعد موته ، فكيف أبعث أنا ولم يبعث أحد ممن هلك قبلي ، فتوهم المخذول أن لما لم يبعث من مات قبله ، لا يبعث هو {[63033]} ، ولم يدر أن للجميع أجلا ووقتا {[63034]} يبعثون فيه .
ثم قال : { وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله } .
أي : ووالده يصرخان {[63035]} الله عليه ، ويقولان له ويلك آمن بالله وبالبعث ، وصدق بوعد الله ووعيده ، إن وعد الله حق {[63036]} ، إنه يبعث الموتى ليجازيهم على أعمالهم ، فيقول لهما مكذبا لقولهما : ما هذا {[63037]} إلا أساطير ؛ أي : ما تقولان لي إلا أخباران أخبار الأولين باطلة {[63038]} .
{ يستغيثان {[63039]} الله } تمام عند نافع {[63040]} ، ويلك آمن التمام عند يعقوب {[63041]} وغيره و " وحق " ، هو التمام عند غيرهما ؛ لأنه من تمام القول الذي قالا له وهو الصواب إن شاء الله " {[63042]} .
ثم قال : { أولئك الذين حق عليهم القول } .
أي : وجبت {[63043]} عليهم كلمة العذاب في الآخرة مثل ما وجبت للأمم {[63044]} المتقدمة المنكرة للبعث ، الضالة عن الهدى من الجن والإنس كفعل هذا الذي تقدم ذكره .
أي : مغبونين ببيعهم الهدى بالضلالة ، والجنة بالنار .
وهذه الآية تدل على موت الجن كما يموت الإنس {[63045]} أمة بعد أمة ، لأنه قال {[63046]} : { في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس } {[63047]} ، وهي تدل على مجازاة الجن كما يجازي الإنس ، ودخول الجن النار والجنة كما يدخلها الإنس ، وليس المراد
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.