قوله : { ولقد جئتمونا فرادى } الآية [ 95 ] .
قرأ أبو حيوة{[20896]} { فرادى } بالتنوين{[20897]} ، وهي لغة تميم ، ويقولون{[20898]} في الرفع ( فراد ){[20899]} وحكى أحمد{[20900]} بن يحيى{[20901]} ( فراد ){[20902]} بغير تنوين مثل ( رُباع ){[20903]} .
قال القتبي : { فرادى }{[20904]} جمع فرد{[20905]} ، كأنه جمع على ( فردان ){[20906]} ، ثم جمع على ( فرادى ) ، ككسلان وكسالى{[20907]} .
وقال الطبري : واحد { فرادى } : ( فرد ) ، بالفتح{[20908]} .
ومن قرأ ( بينكم ) بالنصب{[20909]} ، فمعناه : لقد تقطع ( الأمر بينكم ){[20910]} والسبب بينكم{[20911]} ، ونصبه على الظرف{[20912]} .
ومن رفع{[20913]} ، جعله غير ظرف{[20914]} ، بمعنى الوصل ، تقديره : لقد تقطع وصلكم{[20915]} .
ومعنى الآية : أنها خبر من الله عما هو قائل يوم القيامة لهؤلاء المشركين ، يقول لهم : { ولقد جئتمونا فرادى } أي : وُحدانا لا مال معكم ، ولا أثاث ، ولا شيء مما كان الله خَوَّلكم في الدنيا{[20916]} . ومعنى { كما خلقناكم أول مرة } قيل : منفردين لا شيء لكم ، وقيل : عراة{[20917]} .
وروي أن عائشة رضي الله عنها قرأت هذه الآية فقالت : يا رسول الله ، واسوأتاه{[20918]} إن الرجال ( والنساء يحشرون جميعا ينظر{[20919]} بعضهم إلى سوأة بعض ؟ ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه }{[20920]} ، لا ينظر الرجال ){[20921]} إلى النساء ، ولا النساء إلى الرجال : شُغِل{[20922]} بعض{[20923]} عن بعض " {[20924]} .
ومعنى { وراء ظهوركم } أي : في الدنيا ، { وما نرى معكم شفعاءكم{[20925]} } أي : ليس نرى معكم من كنتم تزعمون أنهم ( لكم شفعاء ){[20926]} عند ربكم يوم القيامة{[20927]} .
وكان المشركون يزعمون أنهم يعبدون الآلهة ، لأنها تشفع لهم عند الله ، و[ أنها ]{[20928]} شركاء له{[20929]} .
قال عكرمة : قال النضر{[20930]} بن{[20931]} [ الحارث ]{[20932]} : ( سوف تشفع لي اللات والعزى ) ، فنزلت هذه الآية{[20933]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.