قوله عز وجل : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيم } إلى آخرها .
أما قوله : { اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ } ففيه تأويلان :
أحدهما : معناه أرْشُدْنا ودُلَّنَا .
والثاني : معناه وفقنا ، وهذا قول ابن عباس .
وأما " الصراط " ففيه تأويلان :
أحدهما : أنه السبيل المستقيم ، ومنه قول جرير :
أَميرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى صِراطٍ *** إذَا اعْوَجَّ الْمَوَارِدُ مُسْتَقِيم
والثاني : أنه الطريق الواضح ، ومنه قوله تعالى :
{ وَلاَ تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُون }{[19]} وقال الشاعر :
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** فَصَدَّ عَنْ نَهْجِ الصِّرَاطِ الْقَاصِدِ{[20]}
وهو مشتق من مُسْتَرَطِ الطعام ، وهو ممره في الحلق .
وفي الدعاء بهذه الهداية ، ثلاثة تأويلات :
أحدها : أنهم دعوا باستدامة الهداية ، وإن كانوا قد هُدُوا .
والثالث : أنهم دعوا بها إخلاصاً للرغبة ، ورجاءً لثواب الدعاء . واختلفوا في المراد بالصراط المستقيم ، على أربعة أقاويل :
أحدها : أنه كتاب الله تعالى ، وهو قول علي وعبد الله ، ويُرْوَى نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
والثاني : أنه الإسلام ، وهو قول جابر بن عبد الله ، ومحمد بن الحنفية .
والثالث : أنه الطريق الهادي إلى دين الله تعالى ، الذي لا عوج فيه ، وهو قول ابن عباس .
والرابع : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخيار أهل بيته وأصحابه ، وهو قول الحسن البصري وأبي العالية الرياحي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.