اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ} (6)

قوله تعالى :{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }

اهْدِ : صِيغَةُ أمْرٍ ، ومعناها : الدعاءُ ، فقِيلَ معناه : أَرْشِدْنَا .

وقال عَليٌّ ، وأُبَيّ بن كَعْب - رضي الله عنهما - ثبتنَا ؛ كما يُقالُ للقائِم : قم حتى أَعودَ إليك ، أَيْ : دُمْ على ما أنت عليه ، وهذا الدعاء من المؤمنين مع كونهم علَى الهدايَةِ بِمعنى التَّثْبِيتِ ، وبمعنى طلبِ مزيد الهدَاية ؛ لأنَّ الأَلْطافَ والهدايات من{[297]} الله - تعالى - لا تتناهى على مذهب أَهْلِ السُّنة .

قال ابنُ الخَطِيب - رحمه الله تعالى - : المرَادُ من قوله تعالى : { اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } هو : أنْ يكونَ الإنسانُ مُعْرِضاً عما سوى الله - تعالى - مُقْبِلاً بكليةِ قلبه وفِكْرِه وذِكْرِه على الله تعالى .

مثالُه : أنْ يصيرَ بحيثُ لو أُمِرَ بذبح ولده ، لأطاعَ ؛ كما فعل إِبْرَاهِيم عليه الصلاة والسلام ، ولو أُمِر بأَنْ ينقادَ ، لأن يذبحَهُ غيرُه ، لأطاعَ ؛ كما فعله إسْماعِيلُ عليه الصلاةُ والسَّلام ، ولو أُمِرَ باَنْ يُلْقي نفسَهُ في البحر ، لأطاعَ ؛ كما فعله يُونُسُ عليه الصلاة والسلام ، ولو أُمِرَ بأن يتلمذَ لمن هو أعلم منه بعد بلوغه في المَنْصب إلى أعلى الغايات ، لأطاع ؛ كما فعله موسى - عليه الصَّلاة والسلام - مع الخَضِر [ عليه الصَّلاةُ والسلامُ ]{[298]} ، ولو أُمِرَ بأنْ يصبرَ في الأمرِ بالمَعْرُوف ، والنهي عن المنكر على القتل ، والتفرِيقِ بنصفين ، لأطاع ؛ كما فعله يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا - عليهما الصَّلاة والسلام - فالمراد بقوله تعالى { اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } ، هو الاقتداءُ بأنبياء اللهِ في الصَّبر على الشدائدِ ، والثبات عند نزُولِ البلاءِ ، ولا شَكّ أن هذا مقامٌ شَدِيدٌ ؛ لأن أكثر الخَلْقِ لا طاقة لهم به .

واعلم أن صيغةَ " افْعَلْ " تَرِدُ لمعانٍ كثيرةٍ ذكرِها الأُصُوليُّونَ .

وقال بعضُهم : إن وردت صيغةُ " افعل " من الأَعلى للأدنى ، قيل فيها : أَمرٌ ، وبالعكس دُعاء ، ومن المُساوي التماسٌ ، وفاعله مستتر وُجُوباً ، لِمَا مَرَّ ، أي : اهْدِ أنت ، و " نا " مفعولٌ أَوَّلٌ ، وهو ضميرٌ متصل يكون للمتكلم مع غيره ، أو المعظّم نفسه ، ويستعملُ في موضع : الرّفع ، والنصب ، والجر ، بلفظ واحد ؛ نحو : " قُمْنَا " ، و " ضَرَبَنَا زَيْدٌ " ، و " مَرَّ بِنَا " ، ولا يشاركه في هذه الخصوصية غيرُه من الضَّمائر .

وقد زعم بعضُ النَّاس أن الياء كذلك ؛ تقولُ : " أكرمني " ، و " مرّ بي " ، و " أنت تقومين يا هند " ، و " الياء " في المثال الأوّل منصوبةُ المحلِّ ، وفي الثاني مجرورته ، وفي الثالث مرفوعتهُ ، وهذا ليس بشيءٍ ؛ لأن الياءَ في حالةِ الرفع ، ليستْ تلك الياء التي في حالة النَّصْب والجر ؛ لأن الأُولَى للمتكلم ، وهذه للمخاطبة المؤنثة .

وقيل : بل يشاركُه لفظُ هُم ؛ تقول : " هم نائمون " و " ضربتهم " و " مررت بهم " ، ف " هم " مرفوعُ المحلِّ ، ومنصوبُه ، ومجروره بلفظ واحد ، وهو للغائبين في كل حالٍ ، وهذا وإِنْ كان أقربَ مِنَ الأولِ ، إلاّ أَنَّهُ في حالة الرفع ضميرٌ منفصل ، وفي حالة النصب والجر ضميرٌ متّصلٌ .

فافترقا ، بخلاف " نَا " فإنَّ معناها لا يختلِفُ ، وهي ضمير متصل في الأحوال الثلاثة .

و " الصِّراطَ " مفعولٌ ثانٍ ، و " المستقيم " صِفَتُه ، وقد تبعه في الأربعةِ من العشرة المذكورة .

وأصلُ " هَدَى " أن يتعدّى إِلَى الأولِ بنفسه وإلى الثاني بحرفِ الجَرِّ ، وهو إما : " إلى " أو " اللام " ؛ كقوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ الشورى : 52 ] ، { يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [ الإسراء : 9 ] ثمّ يُتَّسَعُ فيه ، فيُحْذَف الجَرُّ ، فيتعدى بنفسه ، فأصل " اهْدِنَا الصَّرَاطَ " : إهدنا للصِّراط أو إلى الصّراط ، ثم حذف .

والأمرُ عند البصريين مَبْنِيٌّ وعند الكوفين مُعْرَبٌ ، ويَدَّعُونَ في نحو : " اضْرِبْ " ، أنّ أصله : " لِتَضْرِبْ " بلامِ الأَمْرِ ، ثم حذف الجازم ، وتبعه حرفُ المُضَارعة ، وأتي بهمزة الوصل ؛ لأجل الابتداء بالسَّاكن ، وهذا مما لا حاجة إليه ، وللرد عليهم موضعٌ يليق به .

ووزْنُ " اهْدِ " {[299]} " افْع " ؛ حُذِفَتْ لاَمُه ، وهي الياء حملاً [ للأمر على المجزوم ، والمجزوم تُحْذَفُ ] {[300]}منه لامه إذا كانت حرف علّة .

ومعنى الهِدَاية : الإرشادُ أو الدلاَلةُ ، أو التقدّم . ومنه هواد الخيل لتقدمها . قال امرؤُ القَيْسِ : [ الطويل ]

70 - فَأَلْحَقَنا بالهَادِيَاتِ وَدُونَهُ- *** -جَوَاحِرُهَا في صَرَّةٍ لَمْ تَزَيَّلِ{[301]}

أي : المتقدّمات الهَادية لغيرها .

أو التَّبْيينُ ؛ نحو : { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ } [ فصلت : 17 ] أي : بيّنّا لهم ؛ ونحو : { أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } [ طه : 50 ] ، أَيْ : أَلْهَمَهُ لمصالحه .

أو الدعاءُ ؛ كقوله تعالى : { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }[ الرعد : 7 ] ، أيْ دَاعٍ .

وقيل : هو المَيْلُ ؛ ومنه قوله تعالى : { إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ } [ الأعراف : 156 ] والمعنى : بقلوبِنا إِلَّيْكَ ، وهذا غلط ؛ فإن تَيْك مادةٌ أُخْرَى من " هَادَ - يَهُودُ " .

وقال الرَّاغِبُ : الهِدَايَةُ : دَلاَلَةٌ بِلُطْفٍ ، ومنه الْهَدِيَّةُ ، وخصّ ما كان دلالةً ب " هديت " وما كان إعْطَاءً ب " أهديت " .

و " الصِّرَاط " : الطَّريقُ المستسهلُ ، وبعضُهم لا يقيده بالمستسهلِ ؛ قال [ الرجز ]

71 - فَضَلَّ عَنْ نَهْجِِ الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ{[302]}- *** -

ومثله : [ الوافر ]

72 - أَمِيرُ الْمُؤْمِنينَ عَلَى صِرَاطٍ- *** -إِذَا اعْوَجَّ الْمَوَارِدُ مُسْتَقِيمِ{[303]}

وقال آخَرُ : [ الوافر ]

73 - شَحَنَّا أَرْضَهُمْ بِالْخَيْلِ حَتَّى- *** -تَرَكْنَاهُم أَذَلَّ مِنَ الصِّرَاطِ{[304]}

أَي : الطَّريقِ .

وهو مُشْتَقٌّ من " السَّرْطِ " وهو : الابتِلاَع ؛ إِمَّا لأنَّ سالكَهُ يَسْتَرِطُه ، أَوْ لأنه يَسْتَرِطُ سَالِكَه ؛ ألا ترى إلى قولهم : قَتَلَ أَرْضاً عَالِمُهَا ، وقَتَلَتْ أَرْضٌ جَاهِلَهَا ؛ وبهذَيْن الاعتباريْن قال أبو تمام{[305]} : [ الطويل ]

74 - رَعَتْهُ الْفَيَافِي بَعْدَ مَا كَانَ حِقْبَةً- *** -رَعَاهَا وَمَاءُ المُزْنِ يَنْهَلُّ سَاكِبُهْ{[306]}

وعلى هذا سُمِّيَ الطريقُ لَقَماً ومُلْتَقِماً ؛ لأنه يلتقِمُ سالِكَه ، أو يلتقمُهُ سالِكُه .

وأصله : السّين : وقد قرأ به{[307]} قُنْبُل{[308]} رحمه الله تعالى حيث ورد ، وإنما أُبْدِلَتْ صَاداً ؛ لأجلِ حرفِ الاسْتِعْلاَءِ وإبدالها صاداً مُطَّرد عنده ؛ نحو : " صَقَر " في " سَقَر " ، و " صَلَخ " في " سَلَخ " ، و " أَصْبغ " في " أَسْبغ " ، و " مُصَيْطر " في " مُسَيْطر " لما بينهما من التَّقارب .

وقد تُشَمُّ الصادُ في " الصِّرَاطِ " ونحوه زَاياً ، وقرأ به خَلَفٌ{[309]} ، وحَمْزَةُ حيث ورد ، وخَلاَّد{[310]} : الأوَّلَ فقط ، وقد تُقْرأُ{[311]} زاياً مَحْضَة ، ولم تُرْسَمْ في المصحَفِ إلا بالصَّاد ، مع اختلافٍ في قراءتِهم فيها كما تقدم .

و " الصِّراطَ " يُذَكَّرُ ويُوَنَّثُ : فالتذكيرُ لُغَة تَمِيم ، والتَّأْنِيثُ لغةُ " الحِجَازِ " ، فإِنِ اسْتُعْمِلَ مُذكَّراً ، جمع على " أَفْعِلَة " في القلّةِ ، وعلى " فُعُل " في الكَثْرَةِ ، نحو : " حِمَارِ " ، و " أَحْمِرَة " و " حُمُر " ، وإِنِ اسْتُعْمِل مُؤَنثاً ، فقياسه أن يجمعَ على " أَفْعُل " : نحو : " ذِرَاع " و " أذْرُع " .

و " المُسْتَقِيمَ " اسمُ فَاعِلِ من استقامَ ، بمعنى المُجَرّد ، ومعناه : السَّوِيّ{[312]} مِنْ غَيْرِ اعْوِجَاج ، وأَصْلُه : " مُسْتَقْوم " ثُم أُعِلّ كإعلالِ " نَسْتَعِيْن " وسيأتي الكلامُ [ مُسْتَوْفًى ]{[313]} على مادتِه إن شاء الله - تعالى - عند قوله تعالى : { وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ } [ البقرة : 3 ] .

و " الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ " قال ابْنُ عَبَّاسٍ ، وجَابِرٌ{[314]}- رضي الله عنهما - : هو الإسْلاَم{[315]} ، وهو قولُ مُقَاتِلٍ ، وقال ابن مَسْعودٍ رضي الله تعالى عنهما : هو القرآن الكريم{[316]} ، وروي عن علي - رضي الله تعالى عنه - مرفوعاً : الصِّرَاطُ المُسْتَقِيمُ : كتَابُ اللهِ تَعَالَى .

وقال سَعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ{[317]} رضي الله عنه " طَريقُ الجَنَّة " .

وقال سَهْلُ بن عَبْدِ الله رحمه الله تعالى : هو طريقُ السُّنَّةِ والجَمَاعة . وقال بَكْرُ بنُ عبد الله المُزْنِيّ{[318]} : هو طريقُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم .

وقال أَبُو العَالِيَةِ{[319]} ، والحَسَنُ : رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وصَاحِبَاه .

قال ابنُ الخَطِيب{[320]} : الحِكْمَةُ في قوله : " اهْدِنَا " ولم يَقُلْ " اهدني " ؛ إما : لأن الدعاءَ مهما كان أعم ، كان إلى الإجابة أَقْربَ .

وإِمَّا لقول النبي عليه الصلاة والسلام " " ادْعُوا الله تعالى بِأَلْسِنَةٍ مَا عَصَيْتُمُوه بها " قالُوا : يَا رَسُولِ الله ، فمنْ لنا بتلك الأَلْسِنَةِ ؟ قال : " يَدْعُو بَعْضَكُمْ لبعضٍ ؛ لأنك ما عصيت بِلِسَانه ، وَهُوَ ما عَصَى بِلِسَانِكَ " {[321]} .

الثالث : كأنّ العبدَ يقولُ : سمعتُ رَسُولَك يقولُ : " الجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ{[322]} " ، فلما أَرَدْتُ حمدك ، قلتُ : الحَمْدُ لله ، ولما ذكرت العبادة ، ذكرتُ عبادةَ الجَمِيع ، ولما ذكرتُ الاستعانةَ ، ذكرتُ استعَانَة الجَمِيع ، فلا جرم لَمَّا طلبتُ الهدايةَ ، طلبتُها للجميع ، ولما طلبتُ الاقتداءَ بالصالحين ، طلبتُ اقتداءَ الجميع ؛ فقلتُ : { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } [ الفاتحة :7 ] ، ولما طلبتُ الفِرَارَ من المردودين ، ففررت من الكل ؛ فقلت : { غَيْرَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّيْنَ } [ الفاتحة :7 ] ، فلما لَمْ أُفارقِ الأنبياءَ والصالحين في الدنيا ، فأرجو ألا أفارِقََهم في الآخرة ؛ كما قال تعالى : { فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم } [ النساء : 69 ] الآية الكريمةَ .


[297]:-في أ: إلى
[298]:- سقط في أ.
[299]:- زاد بعدها في أ: على وزن.
[300]:-سقط في ب.
[301]:- ينظر ديوانه: 120، شرح التبريزي على المعلقات: 116، شرح المعلقات للزوزني: 28، الدر: 1/ 68.
[302]:-ينظر البيت في مجاز القرآن: 1/24، الطبري: 1/103، الدر المصون: 1/78.
[303]:-البيت لجرير يمدح هشام بن عبد الملك. ينظر ديوانه: 507، المحتسب: 1/43، مجاز القرآن: 1/24، اللسان (سرط)، الطبري: 1/104، النكت والعيون: 1/58، المحرر الوجيز: 1/74، القرطبي: 1/103، المجمل في اللغة: 4/923، معجم مقاييس اللغة: 6/105، المذكر والمؤنث: 1/460، الدر: 1/78.
[304]:-البيت لأبي ذؤيب الهذلي وليس في ديوانه. ينظر تفسير الطبري: 1/104، ونسبة القرطبي: 1/103، لعامر بن الطفيل، الدر: 1/78.
[305]:- حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أبو تمام الشاعر، الأديب، أحد أمراء البيان. ولد في جاسم (من قرى حوران سورية) سنة 188هـ ورحل إلى مصر، واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه، وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق. ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها سنة 231هـ، كان أسمر طويلا، فصيحا، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة يحفظ أربعة عشر ألف أجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع، في شعره قوة وجزالة، له تصانيف منها "فحول الشعراء" و "ديوان الحماسة"، ينظر الأعلام 2/165، وفيات الأعيان: 1/121.
[306]:-ينظر ديوانه: 48، مفردات الراغب: 230، روح المعاني: 1/92، الدر: 1/78.
[307]:- وبها قرأ رويس وابن كثير، ورويت عن ابن عباس. انظر العنوان في القراءات السبع: 67، وإعراب القراءات السبع وعللها: 1/49، وحجة القراءات لابن زنجلة: 80، والبحر المحيط: 1/143، وإتحاف: 1/265.
[308]:-محمد بن عبد الرحمان بن خالد بن محمد بن سعيد بن جرجة أبو عمر المخزومي مولاهم المكي الملقب بقنبل شيخ القراء بالحجاز، ولد سنة خمس وتسعين ومائة وأخذ القراءة عرضا عن أحمد بن محمد بن عون النبال وهو الذي خلفه في القيام بها بمكة وروى القراءة عن البزي، روى القراءة عنه عرضا أبو ربيعة محمد بن إسحاق وهو أجل أصحابه. قال أبو عبد الله القصاع وكان على الشرط بمكة لأنه كان لا يليها إلا رجل من أهل الفضل والخير والصلاح ليكون لما يأتيه من الحدود والأحكام على صواب فولوها لقنبل لعلمه وفضله عندهم، وقال الذهبي إن ذلك كان في وسط عمره فحمدت سيرته ثم إنه طعن في السن وشاخ وقطع الإقراء قبل موته بسبع سنين قلت وقيل بعشر سنين، مات سنة إحدى وتسعين ومائتين عن ست وتسعين سنة. ينظر الغاية: 2/165 (3115).
[309]:-وإشمامها زايا لغة قيس. انظر حجة القراءات: 80، وإعراب القراءات: 1/49، والعنوان: 67، والبحر المحيط: 1/113، وإتحاف: 1/365.
[310]:- خلاد بن خادل أبو عيسى وقيل أبو عبد الله الشيباني مولاهم الصيرفي الكوفي إمام في القراءة ثقة عارف محقق أستاذ أخذ القراءة عرضا عن سليم وهو من أضبط أصحابه وأجلهم وروى القراءة عن حسين بن علي الجعفي عن أبي بكر وعن أبي بكر نفسه عن عاصم وعن أبي جعفر محمد بن الحسن الرواسي وروى القراءة عنه عرضا أحمد بن يزيد الحلواني وإبراهيم بن علي القصار وإبراهيم بن بشر الرازي وحمدون بن منصور، توفي سنة عشرين ومائتين. ينظر الغاية: 1/274 (1328).
[311]:- رويت عن ابن كثير وحمزة وأبي عمرو. انظر الحجة للقراءة السبعة: 1/49، وحجة القراءات: 80، والبحر المحيط: 1/143.
[312]:-في أ: استوى.
[313]:-سقط في أ.
[314]:-جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بفتح المهملة الأنصاري السلمي بفتحتين أبو عبد الرحمان، أو أبو عبد الله أو أبو محمد المدني، صحابي مشهور له ألف وخمسمائة حديث وأربعون حديثا اتفقا على ثمانية وخمسين وانفرد البخاري بستة وعشرين، ومسلم بمائة وستة وعشرين. وشهد العقبة وغزا تسع عشرة غزوة. وعنه بنوه وطاوس والشعبي وعطاء وخلق قال جابر: استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمسا وعشرين مرة، قال الفلاس: مات سنة ثمان وسبعين بالمدينة عن أربع وسبعين سنة. ينظر ترجمته في تهذيب الكمال: 1/179. تهذيب التهذيب: 2/42، تقريب التهذيب: 1/122، خلاصة تهذيب الكمال: 1/156، تاريخ البخاري الكبير: 2/ 207، تاريخ البخاري الصغير: 1/21، 115، 161، 190، الجرح والتعديل: 2/2019، أسد الغابة: 13/305، تجريد أسماء الصحابة: 1/73. الاستيعاب: 1/219، طبقات ابن سعد: 3/561، شذرات الذهب: 1/84.
[315]:- ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (1/40) وعزاه لوكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والمحاملي في آماليه عن جابر بن عبد الله ورواه ابن جريج عن ابن عباس.
[316]:- أخرجه وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو بكر بن الأنباري في "المصاحف" والحاكم وصححه والبيهقي في "شعب الإيمان" عن ابن مسعود من قوله كما في "الدر المنثور" (1/40).
[317]:- سعيد بن جبير الوالبي، مولاهم الكوفي الفقه أحد الأعلام. قال اللالكائي: ثقة إمام حجة. قال عبد الملك بن أبي سليمان: كان يختم كل ليلتين. قال ميمون بن مهران: مات سعيد وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه. قتل سنة خمسة وتسعين كهلا؛ قتله الحجاج فما أمهل بعده. قال خلف بن خليفة عن أبيه: شهدت مقتل ابن جبير؛ فلما بان الرأس قال: لا إله إلا الله لا إله إلا الله، فلما قالها الثالثة لم يتمها –رضي الله عنه. ينظر تهذيب الكمال: 1/479، تهذيب التهذيب: 4/11، خلاصة تهذيب الكمال: 1/374، الكاشف: 1/356، الثقات: 4/275، تاريخ البخاري الكبير: 3/461، الحلية: 4/272.
[318]:- بكر بن عبد الله بن عمرو بن هلال المزني أبو عبد الله البصري أحد الأعلام عن المغيرة وابن عباس وابن عمر. قال بكر: أدركت ثلاثين من فرسان مزينة منهم عبد الله بن مغفل ومعقل بن يسار قال ابن المديني: له نحو خمسين حديثا. روى عنه قتادة وثابت وحميد وسليمان التيمي وخلق، قال ابن سعد: كان ثقة ثبتا مأمونا حجة فقيها توفي سنة ست أو ثمان ومائة. وينظر ترجمته في تهذيب الكمال: 1/157، تهذيب التهذيب: 1/484، تقريب التهذيب: 1/106، خلاصة تهذيب الكمال: 1/134، الكاشف: 1/162، الثقات: 4/74، تاريخ البخاري الكبير: 2/90، تاريخ البخاري الصغير: 2/123، الجرح والتعديل: 2/1508. الحلية: 2/24، الجمع بين رجال الصحيحين: 219، البداية والنهاية: 9/256، الوافي بالوفيات: 10/207.
[319]:- رفيع بضم أوله مصغرا ابن مهران الرياحي بكسر المهملة مولاهم أبو العالية البصري مخضرم إمام من الأئمة، صلى خلف عمر، ودخل على أبي بكر. عن أبي وعلي وحذيفة وخلق. وعنه قتادة وثابت وداود بن أبي هند بصريون وخلق. قال أبو خلدة: مات سنة تسعين وهو الصحيح ينظر خلاصة تهذيب الكمال: 1/331، سير أعلام النبلاء: 4/207، الكاشف: 1/312، وتذكرة الحفاظ: 61-62.
[320]:- ينظر الفخر الرازي: 1/207.
[321]:- ينظر الفخر الرازي: (1/207).
[322]:-أخرجه أحمد (4/278) وابن أبي عاصم (1/44) والبغوي في "تفسيره" (7/26) والحديث ذكره الهيثمي في "المجمع" (5/217) وقال: رواه عبد الله بن أحمد والبزار والطبراني ورجالهم ثقات.