الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ} (52)

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية { فترى الذين في قلوبهم مرض } كعبد الله بن أبي { يسارعون فيهم } في ولايتهم .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد { فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم } قال : هم المنافقون في مصانعة اليهود وملاحاتهم واسترضاعهم أولادهم إياهم { يقولون نخشى } أن تكون الدائرة لليهود بالفتح حينئذ { فعسى الله أن يأتي بالفتح } على الناس عامة { أو أمر من عنده } خاصة للمنافقين { فيصبحوا } المنافقون { على ما أسروا في أنفسهم } من شأن يهود { نادمين } .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي { فترى الذين في قلوبهم مرض } قال : شك { يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة } والدائرة ظهور المشركين عليهم { فعسى الله أن يأتي بالفتح } فتح مكة { أو أمر من عنده } قال : والأمر هو الجزية .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { فترى الذين في قلوبهم مرض } قال : أناس من المنافقين كانوا يوادّون اليهود ويناصحونهم دون المؤمنين . قال الله تعالى { فعسى الله أن يأتي بالفتح } أي بالقضاء { أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين } .

وأخرج ابن سعد وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن عمرو . أنه سمع ابن الزبير يقرأ « فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم من موادتهم اليهود ومن غمهم الإسلام وأهله نادمين » .

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن عمرو . أنه سمع ابن الزبير يقرأ « فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبح الفساق على ما أسروا في أنفسهم نادمين » قال عمر : ولا أدري كانت قراءته أم فسر .