الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ} (52)

{ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } الآية ، يعني عبد اللّه بن أُبي وصحبه من المنافقين الذين كانوا يوالون اليهود ويصانعونهم ويناصحونهم { يُسَارِعُونَ فِيهِمْ } أي في موالاتهم { يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ } دولة يعني أن يدور الدهر فنحتاج إلى نصرهم أيّانا فنحن نواليهم بذلك .

قال الراجز :

يرد عنك القدر المقدورا *** ودائرات الدهر أن تدورا

{ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ } أي القضاء وقيل : النصر . وقال السدّي : فتح مكّة .

{ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ } يعني هؤلاء المنافقين { عَلَى مَآ أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ } وحينئذ