غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَفَمَن يَمۡشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجۡهِهِۦٓ أَهۡدَىٰٓ أَمَّن يَمۡشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (22)

1

ثم نبه على قبح هذين الوصفين قائلاً { أفمن يمشي مكباً } قال الواحدي " أكب " مطاوع " كب " . وأنكر عليه صاحب الكشاف بأن مطاوع " كب " هو " انكب " ومثله " قشعت الريح السحاب فانقشع " وأما الهمزة في " أكب " و " أقشع " فللصيرورة ، أي صار ذا كب وقشع ، أو دخل فيهما ، ولا شيء من بناء أفعل مطاوعاً . ولا يخفى أن هذا نزاع لفظي ، أما المثل فقيل : هو في حق راكب التعاسيف ، وفي الذي يمشي على الصراط السوي ، وقيل : هو الأعمى والبصير أو العالم والجاهل . وعن قتادة : الكافر أكب على معاصي الله فحشره يوم القيامة على وجهه ، والمؤمن كان على الدين الواضح ، فهداه الله للطريق السوي إلى الجنة . ومنهم من قال : هو في شخصين فقال مقاتل : أبو جهل والنبي صلى الله عليه وسلم ، وقال عطاء عن ابن عباس : أبو جهل وحمزة بن عبد المطلب . وعن عكرمة : أبو جهل وعمار بن ياسر . والأصح التعميم وإن كان السبب خاصاً .

/خ30