النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُۥٓ أَسۡرَىٰ حَتَّىٰ يُثۡخِنَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنۡيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (67)

قوله عز وجل : { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ } وهذا نزل في أسرى بدر حين استقر رأي النبي صلى الله عليه وسلم فيهم بعد مشاورة أصحابه على الفداء بالمال ، كل أسير بأربعة آلاف درهم ، فأنكر الله تعالى ذلك عليه وأنه ما كان له أن يفادي الأسرى .

{ حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأرْضِ } فيه وجهان :

أحدهما هو الغلبة والاستيلاء ، قاله السدي .

والثاني : هو كثرة القتل ليُعزَّ به المسلمون ويذل به المشركين . قاله مجاهد .

{ يُرِيدُونَ عَرَضَ الْدُّنْيَا } يعني المال ، سماه عرضاً لقلة بقائه .

{ وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخرة } يعني العمل بما يوجب ثواب الآخرة .