لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُۥٓ أَسۡرَىٰ حَتَّىٰ يُثۡخِنَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنۡيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (67)

أي لا ينبغي لنبي من الأنبياء - عليهم السلام- أن يأخذ أسارى من أعدائه ثم يرضى بأن يأخذ منهم الفِداء ، بل الواجب عليه أن يُثْخِنَ في الأرض أي يبالغ في قتل أعدائه - إذ يُقال أثخنه المرضُ إذا اشتدَّ عليه . وقد أَخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ منهم الفِداء ، وكان ذلك جائزاً لوجوب القول بعصمته ، ولكن لو قاتلتم كان أوْلى . وأراد " بعَرَضِ الدنيا " أخذ الفداء ، والله جعل الفداء ، والله جعل رضاه في أن يقاتلوهم ، وحرمة الشرع خلاف رحمة الطبع ؛ فشرطُ العبودية أن يؤثر العبدُ الله ، وإذا كان الأمر بالغِلظة فكما قال تعالى :{ وَلاَ تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ اللهِ }[ النور : 2 ] .

{ وَاللهُ عَزِيزٌ } : بالانتقام من أعدائه " حكيمُ " : في جميع ما يصنع من التمليك والإملاك ، والتيسير والتدبير .