المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{سَأَلَ سَآئِلُۢ بِعَذَابٖ وَاقِعٖ} (1)

مقدمة السورة:

في هذه السورة الكريمة تهديد بيوم القيامة ، وتخويف بطوله وما فيه من أهوال جسام ، وعذاب لا تقبل فيه فدية بأبناء ولا صاحبة ولا أخ ولا فصيلة . بل لا يقبل فيه فدية بأهل الأرض جميعا .

وفيها نعى على الإنسان ضعفه في حال الضراء والسراء . إلا من عصمهم الله بالتقوى والعمل الصالح ، فإنهم يسلمون من هذا الضعف .

وفيها كذلك إنكار على الكافرين في أطماعهم الفاسدة . وختامها وصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم بتركهم في سفههم ولعبهم ، حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون .

1 - دعا داع - استعجالا على سبيل الاستهزاء - بعذاب واقع من الله للكافرين لا محالة . ليس لذلك العذاب راد يصرفه عنهم ، فوقوعه لا شك فيه ، لأنه من الله صاحب الأمر والحكم النافذ .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{سَأَلَ سَآئِلُۢ بِعَذَابٖ وَاقِعٖ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المعارج

مكية وآياتها أربع وأربعون

{ سأل سائل } قرأ أهل المدينة والشام " سال " بغير همز وقرأ الآخرون بالهمز ، فمن همز فهو من السؤال ، ومن قرأ بغير همز قيل : هو لغة في السؤال ، يقال : سال يسال مثل خاف يخاف ، يعني سأل يسأل خفف الهمزة وجعلها ألفاً . وقيل : هو من السيل ، وسال واد من أودية جهنم ، يروى ذلك عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، والأول أصح . واختلفوا في الباء في قوله : { بعذاب } قيل : هي بمعنى " عن " كقوله : { فاسأل به خبيرا }( الأنفال-32 ) أي عنه خبيراً . ومعنى الآية : سأل عن عذاب ، { واقع } نازل كائن على من ينزل ولمن ذلك العذاب .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{سَأَلَ سَآئِلُۢ بِعَذَابٖ وَاقِعٖ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة المعارج

مقدمة وتمهيد

1- سورة " المعارج " هي السورة السبعون في ترتيب المصحف ، أما ترتيبها في النزول فهي السورة الثامنة والسبعون ، وكان نزولها بعد سورة " الحاقة " وقبل سورة " النبأ " .

وتسمى –أيضا- بسورة " سأل سائل " ، وذكر السيوطي في كتابه " الإتقان " أنها تسمى كذلك بسورة " الواقع " .

وهذه الأسماء الثلاثة قد وردت ألفاظها في السورة الكريمة . قال –تعالى- [ سأل سائل بعذاب واقع . للكافرين ليس له دافع . من الله ذي المعارج ] .

وهي من السور المكية الخالصة ، وعدد آياتها أربع وأربعون آية في عامة المصاحف ، وفي المصحف الشامي ثلاث وأربعون آية .

والسورة الكريمة نراها في مطلعها ، تحكي لنا جانبا من استهزاء المشركين بما أخبرهم به النبي صلى الله عليه وسلم من بعث وثواب وعقاب . . وترد عليهم بما يكبتهم ، حيث تؤكد أن يوم القيامة حق ، وأنه واقع ، وأن أهواله شديدة .

قال –تعالى- [ سأل سائل بعذاب واقع . للكافرين ليس له دافع . من الله ذي المعارج . تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة . فاصبر صبرا جميلا . إنهم يرونه بعيدا . ونراه قريبا . يوم تكون السماء كالمهل . وتكون الجبال كالعهن . ولا يسأل حميم حميما ] .

2- ثم تنتقل السورة بعد ذلك إلى تصوير طبيعة الإنسان ، وتمدح المحافظين على صلاتهم ، وعلى أداء حقوق الله –تعالى- في أموالهم ، كما تمدح الذين يؤمنون بأن البعث حق ، ويستعدون لهذا اليوم بالإيمان والعمل الصالح .

قال –تعالى- [ إن الإنسان خلق هلوعا . إذا مسه الشر جزوعا ، وإذا مسه الخير منوعا . إلا المصلين ، الذين هم على صلاتهم دائمون ] .

3- ثم أخذت السورة الكريمة في أواخرها في تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم وفي توبيخ الكافرين على مسالكهم الخبيثة بإزاء الدعوة الإسلامية ، وفي بيان أن يوم القيامة الذي يكذبون به آت لا ريب فيه .

قال –تعالى- : [ فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون . يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون . خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ، ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ] .

4- هذا والمتدبر في هذه السورة الكريمة ، يرى أن على رأس القضايا التي اهتمت بالحديث عنها : التذكير بيوم القيامة ، وبأهواله وشدائده ، وببيان ما فيه من حساب ، وجزاء ، وثواب وعقاب .

والحديث عن النفس الإنسانية بصفة عامة في حال عسرها ويسرها ، وصحتها ومرضها ، وأملها وبأسها . . . واستثناء المؤمنين الصادقين ، من كل صفة لا يحبها الله –تعالى- وأنهم بسبب إيمانهم الصادق ، وعملهم الصالح ، سيكونون يوم القيامة . في جنات مكرمين .

كما أن السورة الكريمة اهتمت بالرد على الكافرين ، وبتسلية الرسول صلى الله عليه وسلم عما لحقه منهم ، وببيان قدرة الله –تعالى- التي لا يعجزها شيء .

الراجي عفو ربه

د . محمد سيد طنطاوي

قوله - تعالى - { سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } قرأه الجمهور بإظهار الهمزة فى { سَأَلَ } .

وقرأه نافع وابن عامر { سال } بتخفيف الهمزة .

قال الجمل : قرأ نافع وابن عامر بألف محضة ، والباقون ، بهمزة خففت بقلبها ألفا . والثانى : أنها من سَاَلَ يَسَالُ ، مثل خاف يخاف ، والألف منقلبة عن واو ، والواو منقلبة عن الهمزة .

والثالث : من السيلان ، والمعنى : سال واد فى جهنم بعذاب . فالألف منقلبة عن ياء .

وقد حكى القرآن الكريم عن كفار مكة ، أنهم كانوا يسألون النبى صلى الله عليه وسلم على سبيل التهكم والاستهزاء عن موعد العذاب الذى يتوعدهم به إذا ما استمروا على كفرهم ، ويستعجلون وقوعه .

قال - تعالى - : { وَيَقُولُونَ متى هذا الوعد إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } وقال - سبحانه - { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب وَلَن يُخْلِفَ الله وَعْدَهُ } وعلى هذا يكون السؤال على حقيقته ، وأن المقصود به الاستهزاء بالنبى صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين .

ومنهم من يرى أن سأل هنا بمعنى دعا . أى : دعا داع على نفسه بعذاب واقع .

قال الآلوسى ما ملخصه : { سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } أى : دعا داع به ، فسؤال بمعنى الدعاء ، ولذا عدى بالباء تعديته بها فى قوله { يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ } والمراد استدعاء العذاب وطلبه . . وقيل إنها بمعنى " عن " كما فى قوله : { فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً } والسائل هو النضر بن الحارث - كما روى النسائى وجماعة وصححه الحاكم - حيث قال إنكارا واستهزاء { اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السمآء أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } وقيل السائل : أو جهل ، حيث قال : " فأسقط علينا كسفا من السماء " .

وعلى أية حال فسؤالهم عن العذاب ، يتضمن معنى الإِنكار والتهكم ، كما يتضمن معنى الاستعجال ، كما حكته بعض الآيات الكريمة . .

ومن بلاغة القرآن ، تعدية هذا الفعل هنا بالباء ، ليصلح لمعنى الاستفهام الإِنكارى ، ولمعنى الدعاء والاستعجال .

أى : سأل سائل النبى صلى الله عليه وسلم سؤال تهكم ، عن العذاب الذى توعد به الكافرين إذا ما استمروا على كفرهم . وتعجَّلَه فى وقوعه بل أضاف إلى ذلك - لتجاوزه الحد فى عناده وطغيانه - أن قال : { اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السمآء أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } وقال - سبحانه - { بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } ولم يقل بعذاب سيقع ، للإِشارة إلى تحقق وقوع هذا العذاب فى الدنيا والآخرة .

أما الدنيا فمن هؤلاء السائلين من قتل فى غزوة بدر وهو النضر بن الحارث ، وأبو جهل وغيرهما ، وأما فى الآخرة فالعذاب النازل بهم أشد وأبقى .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{سَأَلَ سَآئِلُۢ بِعَذَابٖ وَاقِعٖ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة سأل سائل

وهي مكية .

{ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } فيه تضمين دل عليه حرف " الباء " ، كأنه مُقَدر : يستعجل سائل بعذاب واقع . كقوله : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ } أي : وعذابه واقع لا محالة .

قال النسائي : حدثنا بشر بن خالد ، حدثنا أبو أسامة ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن المِنْهَال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : { سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } قال : النضر بن الحارث بن كَلَدَة .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : { سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } قال : ذلك سؤال الكفار عن عذاب الله وهو واقع .

وقال ابن أبي نَجِيح ، عن مجاهد في قوله : تعالى { سَأَلَ سَائِلٌ } دعا داع بعذاب واقع يقع في الآخرة ، قال : وهو قولهم : { اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الأنفال : 32 ] .

وقال ابن زيد وغيره : { سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } أي : واد في جهنم ، يسيل يوم القيامة بالعذاب . وهذا القول ضعيف ، بعيد عن المراد . والصحيح الأول لدلالة السياق عليه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{سَأَلَ سَآئِلُۢ بِعَذَابٖ وَاقِعٖ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المعارج مكية وآيها أربع وأربعون آية .

بسم الله الرحمن الرحيم سأل سائل بعذاب واقع أي دعا داع به بمعنى استدعاه ولذلك عدي الفعل بالباء والسائل هو النضر بن الحارث فإنه قال إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء الآية أو أبو جهل فإنه قال فأسقط علينا كسفا من السماء سأله استهزاء أو الرسول صلى الله عليه وسلم استعجل بعذابهم وقرأ نافع وابن عامر سال وهو إما من السؤال على لغة قريش قال سالت هذيل رسول الله فاحشة ضلت هذيل بما سالت ولم تصب أو من السيلان ويؤيده أنه قرىء سال سيل على أن السيل مصدر بمعنى السائل كالغور والمعنى سال واد بعذاب ومضى الفعل لتحقق وقوعه إما في الدنيا وهو قتل بدر أو في الآخرة وهو عذاب النار .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{سَأَلَ سَآئِلُۢ بِعَذَابٖ وَاقِعٖ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة المعارج{[1]}

وهي مكية لا خلاف بين الرواة في ذلك .

قرأ جمهور السبعة : «سأل » بهمزة مخففة ، قالوا والمعنى : دعا داع ، والإشارة إلى من قال من قريش { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم }{[11306]} [ الأنفال : 32 ] . وروي أن قائل ذلك النضر بن الحارث ، وإلى من قال : { ربنا عجل لنا قطنا }{[11307]} [ ص : 16 ] ، ونحو هذا ، وقال بعضهم المعنى : بحث باحث ، واستفهم مستفهم ، قالوا والإشارة إلى قول قريش : متى هذا الوعد{[11308]} ؟ وما جرى مجراه قاله الحسن وقتادة ، فأما من قال استفهم مستفهم فالباء توصل توصيل عن ، كأنه قال عن عذاب ، وهذا كقول علقمة بن عبدة : [ الطويل ]

فإن تسألوني بالنساء فإنني*** بصير بأدواء النساء طبيب{[11309]}

وقرأ نافع بن عامر : «سال سائل » ساكنة الألف ، واختلفت القراءة بها ، فقال بعضهم : هي «سأل » المهموزة ، إلا أن الهمزة سهلت كما قال لا هناك المرتع{[11310]}

ونحو ذلك . وقال بعض هي لغة من يقول سلت أسأل ، ويتساولان{[11311]} ، وهي بلغة مشهورة حكاها سيبويه ، فتجيء الألف منقلبة من الواو التي هي عين كقال وحاق ، وأما قول الشاعر [ حسان بن ثابت ] : [ البسيط ]

سالت هذيل رسول الله فاحشة*** ضلّت هذيل بما سالت ولم تصب{[11312]}

فإن سيبويه قال : هو على لغة تسهيل الهمزة . وقال غيره : هو على لغة من قال : سلت ، وقال بعضهم في الآية : هو من سال يسيل : إذا جرى وليست من معنى السؤال ، قال زيد بن ثابت : في جهنم واد يسمى سايلاً ، والأخبار هاهنا عنه .

قال القاضي أبو محمد : ويحتمل إن لم يصح أمر الوادي أن يكون الإخبار عن نفوذ القدر بذلك العذاب قد استعير له لفظ السيل لما عهد من نفوذ السيل وتصميمه ، وقرأ ابن عباس : «سال سيْل » بسكون الياء{[11313]} ، وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود : «سال ساٍل » مثل قال قال ، ألقيت الياء من الخط تخفيفاً ، والمراد «سائل » . وسؤال الكفار عن العذاب حسب قراءة الجماعة إنما كان على أنه كذب . فوصفه الله تعالى بأنه { واقع } وعيداً لهم .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟
[11306]:جاء ذلك في الآية 32 من سورة الأنفال.
[11307]:جاء ذلك في الآية 16 من سورة ص.
[11308]:جاء ذلك في الآية 48 من سورة يونس.
[11309]:هذا البيت من قصيدته المشهورة التي قالها في مدح الحارث ملك الغساسنة في الشام بعد وقعة "يوم حليمة" والتي بدأها بقوله: (طحابك قلب في الحسان طروب)، والأدواء: جمع داء، ويريد هنا طباعهن الخفية التي هي بمنزلة المرض فيهن، يقول: إنه خبير بطباع النساء وبوسائل معالجتهن، ثم ذكر بعد ذلك شيئا من خبرته بهن، والشاهد أن الباء في "بالنساء" بمعنى "عن" والمعنى: فإن تسألوني عن النساء.
[11310]:هذه الجملة وردت في آخر بيت للفرزدق، والبيت بتمامه: راحت بمسلمة البغال عشية فارعي فزارة لا هناك المرتع وهو في الديوان، والكتاب لسيبويه، والخصائص لابن جني، والمحتسب له أيضا، وفي شرح شواهد الشافية، وفي ابن يعيش، والمقتضب، وابن الشجري، والمقرب، وقد قال الفرزدق هذا البيت حين عزل مسلمة بن عبد الملك، وتولى بعده عمر بن هبيرة الفزاري، فهجا الفرزدق الفزاريين، ودعا عليهم هنا ألا يهنئوا بولايته. والبغال في البيت هي البغال التي حملت مسلمة عند عزله، يقول: إن البغال قد حملت مسلمة عشية، وأصبحت أنت يا فزارة صاحبة الأمر، فتصرفي في الأمور، وتمتعي بالخيرات، ولا هنئت بها ولا نعمت ، والشاهد إبدال الألف من الهمزة في "هناك"، وهي في الحقيقة ضرورة شعرية، وكان من الصحيح أن تجعل بين بين لأنها متحركة لا ساكنة.
[11311]:في بعض النسخ: "سال يسال"، وقد قال الزمخشري حين ذكر هذه اللغة: "وهما يتسايلان" ونحسبه خطأ من الناسخ لأن الزمخشري يعرف أن الكلمة واوية هنا.
[11312]:هذا البيت لحسان بن ثابت الأنصاري، وهو بيت وحيد قاله حسان يعير هذيلا وكانت قد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباح لها الزنى، والشاهد فيه إبدال الهمزة ألفا من باب التسهيل وليس على لغة من قال: "سلت أسأل" قال الشنتمري:" لأن البيت لحسان وهذه ليست لغته". ومثل بيتي الفرزدق وحسان قول القرشي زيد بن عمرو بن نفيل عن زوجتيه حين طلبتا الطلاق منه: تلك عرساي تنطقان على عمـ ـد إلى اليوم قول زور وهتر سألتاني الطلاق أن رأتاني قل مالي، قد جئتماني بنكر وكون الشاعر من قريش ينفي أنه على لغة "سلت ولا يسال" بل هو من باب التخفيف بإبدال الهمزة ألفا.
[11313]:قال أبو الفتح تعليقا على هذه القراءة: "السيل هنا: الماء السائل، وأصله المصدر، من قولك: سال الماء سيلا، إلا أنه أوقع على الفاعل – أي قصد به معنى اسم الفاعل- كقوله تعالى: (إن أصبح ماؤكم غورا) أي: غائرا".