الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{سَأَلَ سَآئِلُۢ بِعَذَابٖ وَاقِعٖ} (1)

مقدمة السورة:

أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة سأل بمكة .

وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله .

أخرج الفريابي وعبد بن حميد والنسائي وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { سأل سائل } قال : هو النضر بن الحارث ، قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ، وفي قوله : { بعذاب واقع } قال : كائن { للكافرين ليس له دافع . من الله ذي المعارج } قال : ذي الدرجات .

وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم مثله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : { سأل سائل } قال : نزلت بمكة في النضر بن الحارث ، وقد قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ، الآية ، وكان عذابه يوم بدر .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : { بعذاب واقع } قال : يقع في الآخرة قولهم في الدنيا : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك هو النضر بن الحارث .

وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال : { سأل سائل بعذاب واقع } فقال الناس : على من يقع العذاب ؟ فأنزل الله { على الكافرين ليس له دافع } .

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { سأل سائل } قال : دعا داع ، وفي قوله : { بعذاب واقع } قال : يقع في الآخرة ، وهو قولهم : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم .

وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال : رجل من عبد نزار ويقال له الحارث بن علقمة : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فقال الله ؛ { وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب } [ ص : 86 ] وقال الله : { ولقد جئتمونا فرادى } [ الأنعام : 94 ] وقال الله : { سأل سائل بعذاب واقع } هو الذي قال : إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر ، وهو الذي قال : { ربنا عجل لنا قطنا } وهو الذي سأل عذاباً هو واقع به .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { سأل سائل } قال : سأل وادٍ في جهنم .