الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{سَأَلَ سَآئِلُۢ بِعَذَابٖ وَاقِعٖ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وآياتها 44 .

قوله عز وجل : { سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ } قرأ جمهور السبعة : { سَأَلَ } بهمزة محقَّقةٍ ، قالوا : والمعنى دَعَا داعٍ ، والإشارةُ إلى مَنْ قال من قريشٍ : { اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السماء } ، الآية ، وقولهم : { عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا } ونحو ذلك ، وقال بعضهم : المعنى بَحَثَ بَاحِثٌ واسْتَفْهَمَ مُسْتَفْهِم ، قالوا : والإشارةُ إلى قول قريشٍ : { متى هذا الوعد } وَمَا جَرى مَجْراه ؛ قاله الحسن وقتادة ، والباء على هذا التأويل في قوله : { بِعَذَابٍ } بمعنى «عن » . وقرأ نافع وابن عامر : ( سَال سَائِلٌ ) ساكنَةَ الأَلِفِ ، واختلفَ القراء بها فقال بعضهم : هي «سأل » المهموزةُ إلاَّ أنَّ الهمزةَ سُهِّلَتْ ، وقال بعضهم هي لغة من يقول : سَلْتُ أَسَالُ وَيَتَسَاوَلاَنِ ، وهي لغةٌ مشهورة ، وقال بعضهم في الآية : هي من سَالَ يَسِيلُ إذا جَرَى ، وليست من معنى السؤال ، قال زيد بن ثابت وغيره : في جهنمَ وادٍ يسمَّى سَائِلاً ؛ والإخبارُ هنا عنه ، وقرأ ابن عباس : «سَال سيل » بسكون الياءِ وسؤَال الكفارِ عن العذابِ حَسَبَ قراءة الجماعة إنما كانَ على أنه كَذِبٌ ، فوصفَه اللَّه تعالى بأنهُ وَاقِعٌ وعيداً لهم .