تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَرَفَعَ أَبَوَيۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ وَخَرُّواْ لَهُۥ سُجَّدٗاۖ وَقَالَ يَـٰٓأَبَتِ هَٰذَا تَأۡوِيلُ رُءۡيَٰيَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّٗاۖ وَقَدۡ أَحۡسَنَ بِيٓ إِذۡ أَخۡرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجۡنِ وَجَآءَ بِكُم مِّنَ ٱلۡبَدۡوِ مِنۢ بَعۡدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بَيۡنِي وَبَيۡنَ إِخۡوَتِيٓۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٞ لِّمَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ} (100)

{ ورفع } يوسف { أبويه على العرش } ، يعني على السرير ، وجعل أحدهما عن يمينه ، والآخر عن يساره ، وكانت أمه راحيل قد ماتت ، وخالته تحت يعقوب ، عليه السلام ، وهي التي رفعها على السرير ، { وخروا له سجدا } ، أبوه وخالته واخوته قبل أن يرفعهما على السرير في التقديم ، قال أبو صالح : هذه سجدة التحية ، لا سجدة العبادة ، { وقال } يوسف : { يا أبت هذا } السجود { تأويل } ، يعنى تحقيق { رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا } ، يعنى صدقا ، وكان بين رؤيا يوسف وبين تصديقها أربعون سنة ، { وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو } ، كانوا أهل عمود مواشي ، { من بعد أن نزغ } ، يعني أزاغ { الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء } ، حين أخرجه من السجن ومن البئر ، وجمع بينه وبين أهل بيته بعد التفريق ، فنزع من قلبه نزع الشيطان على إخوته بلطفه ، { إنه هو العليم الحكيم } آية .