جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَرَفَعَ أَبَوَيۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ وَخَرُّواْ لَهُۥ سُجَّدٗاۖ وَقَالَ يَـٰٓأَبَتِ هَٰذَا تَأۡوِيلُ رُءۡيَٰيَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّٗاۖ وَقَدۡ أَحۡسَنَ بِيٓ إِذۡ أَخۡرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجۡنِ وَجَآءَ بِكُم مِّنَ ٱلۡبَدۡوِ مِنۢ بَعۡدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بَيۡنِي وَبَيۡنَ إِخۡوَتِيٓۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٞ لِّمَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ} (100)

{ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ } : السرير ، { وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا } : أبواه وإخوته وكان سجود التعظيم شائعا من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السلام فحرم في هذه الملة الغراء{[2472]} وجعل السجود مختصا بجناب الرب تعالى شأنه قال بعضهم : المراد من السجود الانحناء ، وعن بعضهم معناه : خروا لله تعالى سجدا شكرا له والأول أصح ، { وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ } : الشمس والقمر أبواي وأحد عشر كوكبا إخوتي ، { قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا } : صدقا وكان بين رؤياه وتأويله أربعون سنة أو ثمانون سنة أو خمس وثلاثون سنة أو ثماني عشرة سنة والله تعالى أعلم ، { وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ } : ولم يذكر الجب لأنه وعد مع إخوته لا تثريب عليكم بعد هذا ، وأيضا عد لهم نعما غير معلومة لهم وإخراجه من الجب معلوم لإخوته ، { وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ } : البادية فإنهم كانوا أهل بادية ومواشي ، { مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ } : أفسد ، { الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ } : تدبيره ، { لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ } : بالأمور ، { الْحَكِيمُ } : الذي لا يفعل إلا على وفق الحكمة .


[2472]:وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: "ما ينبغي لأحد أن يسجد لأحد..." وقد روى من حديث جماعة من الصحابة رضي الله عنهم. راجع الإرواء (1998).