و{ العرش } : سريرُ المُلْك ، و{ خَرُّوا لَهُ سُجَّدًا } [ يوسف : 100 ] أي : سجودَ تَحِيَّةٍ ، فقيل : كان كالسُّجُود المعهودِ عندنا من وَضْعِ الوجْهِ بالأرض ،
وقيل : بل دون ذلك كالرُّكوعِ البالغ ونحوه ممَّا كان سيرةَ تحيَّاتهم للملوكِ في ذلك الزمَانِ ، وأجمع المفسِّرون ؛ أنه كان سجُودَ تحيَّة لا سُجُودَ عبادةٍ ، وقال الحسنُ : الضمير في «له » للَّه عزَّ وجلَّ ، ورُدَّ هذا القولُ على الحَسَنِ .
وقوله عزَّ وجلَّ : { وَقَالَ يا أبت هذا تَأْوِيلُ رؤياي مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا } : المعنى : قال يوسُفُ ليعقوبَ ، هذا السجودُ الذي كانَ منْكُم هو ما آلَتْ إِليه رؤياي قديماً في الأحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً والشمْس والقمر ، { قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا } ثم أخذ عليه السلام يعدِّد نعم اللَّه عَلَيْه ، وقال : وقد أخرجني من السجن ، وترك ذكر إِخراجه من الجُبِّ ؛ لأنَّ في ذكره تجْدِيدَ فعْلِ إِخوته وخِزْيِهِم ، وتَحْرِيكَ تِلْكَ الغوائِلِ ، وتخبيثَ النفوسِ ، ووجْه آخر أنه خَرَجَ مِنَ الجُبِّ إِلى الرِّقِّ ، ومن السِّجْنِ إِلى المُلْكِ ، فالنعمةَ هنا أَوضَحُ ، { إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ } فأجابهم أي من الأمور أنْ يفعله . { إِنَّهُ هُوَ العليم الحكيم } .
قال ( ع ) : ولا وَجْه في ترك تعريفِ يُوسُفَ أباه بحاله مُنْذُ خَرَجَ من السِّجْنِ إِلى العِزِّ إِلا الوَحْيُ مِنَ اللَّه تعالَى ؛ لَمَّا أَراد أَن يمتحن به يَعْقُوب وبنيه ، وأراد من صورة جمعهم ، لا إله إِلا هو .
وقال النَّقَّاش : كان ذلك الوحْيُ في الجُبِّ ، وهو قوله سبحانه : { وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [ يوسف : 15 ] ، وهذا محتمل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.