ثم قال سبحانه : { وإذا سألك عبادي عني } ، وذلك أنه كان في الصوم الأول أن الرجل إذا صلى العشاء الآخرة ، أو نام قبل أن يصليها ، حرم عليه الطعام والشراب والجماع ، كما يحرم بالنهار على الصائم ، ثم إن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، صلى العشاء الآخرة ، ثم جامع امرأته ، فلما فرغ ندم وبكا ، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : يا نبي الله ، إني أعتذر إلى الله عز وجل ، ثم إليك من نفسي هذه الخاطئة واقعت أهلي بعد الصلاة ، فهل تجد لي رخصة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "لم تك جديرا بذلك يا عمر" ، فرجع حزينا ، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم صرمة بن أنس بن صرمة بن مالك من بني عدي بن النجار عند العشاء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "يا أبا قيس ، ما لك طليحا ؟" فقال : يا رسول الله ، ظللت أمس في حديقتي ، فلما أمسيت أتيت أهلي ، وأرادت المرأة أن تطعمني شيئا سخنا ، فأبطأت علي بالطعام ، فرقدت فأيقظتني وقد حرم علي الطعام ، فأمسيت وقد أجهدني الصوم .
واعترف رجال من المسلمين عند ذلك بما كانوا يصنعون بعد العشاء ، فقالوا : ما توبتنا ومخرجنا مما عملنا ، فأنزل الله عز وجل : { وإذا سألك عبادي عني } { فإني قريب } ، أي فأعلمهم أني قريب منهم في الاستجابة ، { أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي } بالطاعة ، { وليؤمنوا بي } ، يعني وليصدقوا بي ، فإني قريب سريع الإجابة أجيبهم ، { لعلهم يرشدون } يعني لكي يهتدون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.