تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗۚ وَٱللَّهُ يَقۡبِضُ وَيَبۡصُۜطُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (245)

{ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } طيبة بها نفسه محتسبا ، { فيضاعفه له } بها { أضعافا كثيرة } ، نزلت في أبي الدحداح ، وأسمه عمر بن الدحداح الأنصاري ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من تصدق بصدقة ، فله مثلها في الجنة" قال أبو الدحداح : إن تصدقت بحديقتي فلي مثلها في الجنة ؟ قال : "نعم" ، قال : وأم الدحداح معي ؟ قال : "نعم" ، قال : والصبية ؟ قال : "نعم" .

وكان له حديقتان ، فتصدق بأفضلهما واسمها الجنينة ، فضاعف الله عز وجل صدقته ألفي ألف ضعف ، فذلك قوله عز وجل : { أضعافا كثيرة } { والله يقبض ويبصط } ، يعني يقتر ويوسع ، { وإليه ترجعون } فيجزيكم بأعمالكم ، فرجع أبو الدحداح إلى حديقته ، فوجد أم الدحداح والصبية في الحديقة التي جعلها صدقة ، فقام على باب الحديقة ، وتحرج أن يدخلها ، وقال : يا أم الدحداح ، قالت له : لبيك يا أبا الدحداح ، قال : إني قد جعلت حديقتي هذه صدقة ، واشترطت مثلها في الجنة وأم الدحداح معي ، والصبية معي ، قالت : بارك الله لك فيما اشتريت ، فخرجوا منها ، وسلم الحديقة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : كم من نخلة مدلا عذوقها لأبي الدحداح في الجنة لو اجتمع على عذق منها أهل منى أن يقلوه ما أقلوه .