قوله : ( مَّن ذَا الذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفُهُ لَهُ ) الآية( {[7951]} ) [ 243 ] .
قال ابن زيد : " هذا في الجهاد يضاعف له بالواحد سبعمائة( {[7952]} ) .
ولما نزلت الآية ، قالت اليهود : " هو فقير يستقرض " ، يُمَوِّهُونَ بذلك على الضعفاء ، فأنزل الله( {[7953]} ) : ( لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ )( {[7954]} )( {[7955]} ) .
وقال السدي( {[7956]} ) : " هذا التضعيف لا يعلم أحد ما هو ؟ " ( {[7957]} ) .
وروي أن هذه الآية نزلت في أبي [ الدحداح الأنصاري( {[7958]} ) كان من أفاضل الأنصار رحمه/الله . ولما حض( {[7959]} ) الله المؤمنين على الصدقة ، قال : يا رسول الله ، ربنا يستقرض منا ؟ قال رسول الله [ عليه السلام ]( {[7960]} ) : نعم ، ليعظم بذلك ثوابك ، فقال يا رسول الله ، والله ما أَمْلِكُ غير حائطي ، وقد جعلته لله عز وجل وأرضى بثوابه . ثم مضى في الحائط وفيه امرأته وصبيانه ، فصاح من خارج بامرأته : خذي بيد( {[7961]} ) الصبية فاخرجي ، فإني سمعت الله يستقرض( {[7962]} ) خلقه ليعظم بذلك ثوابهم فأقرضته حائطي . فقالت له امرأته : لا تقيل ولا تقال ، ربح بيعك( {[7963]} ) . وأخذت بيد الصبية ، وخرجت والنخيل موقورة رطباً وزهواً( {[7964]} ) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كم( {[7965]} ) من غدق مذلل في الجنة لأبي( {[7966]} ) الدحداح " ( {[7967]} ) .
وقالت اليهود : " إنما ربنا فقير يستقرض منا ، ومن لم نر غنياً يستقرض من فقير . فأنزل الله ، ( لَّقَدْ [ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ ]( {[7968]} ) الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ )( {[7969]} ) الآيات( {[7970]} ) .
وعن الحسن أنه قال في حديث له طول : " لما نزلت الآية أتى أبو الدحداح النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا نبي/الله إني قد أقرضت الله حائطي . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم/ : أَيُّ( {[7971]} ) أَحَدِهِمَا يَا أبَا الدَّحْدَاحِ ؟ قال : اختر خيرهما . قال : أَبْشِرْ يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَضْعَفَ لَكَ ذَلِكَ فِي الجَنَّةِ بِأَلْفِ أَلْفٍ . قال : فمضى أبو الدحداح وأخرج( {[7972]} ) أولاده من الحائط ، وجعل( {[7973]} ) يخرج التمرة من فم هذا ومن حجر هذا ، ومن كم هذا ، ويلقيها في الحائط وأنشأ( {[7974]} ) يقول :
يَا أُمَّ دَحْدَاحِ هَدَاكِ الهَادِي إِلَى سَبِيلِ الخَيْرِ وَالرَّشَادِ
بينِي( {[7975]} ) مِنَ الحَائِطِ وَسْطَ الوَادِي فَقَدْ مَضَى قَرْضاً إِلَى التَّنَادِ( {[7976]} )
أَقْرَضْتُهُ اللَّهَ عَلَى اعْتِمَادِ طَوْعاً بِلاَ مَنٍّ وَلاَ ارْتِدَادِ
إِلاَّ( {[7977]} ) رَجَاءَ الضِّعْفِ فِي المَعَادِ فَوَرِّطِي الحَائِطَ قَبْلَ الغَادِ
وَارْتَجِلي بالفَقْرِ وَالأَوْلادِ/ قَبْلَ تَدَاعِيهِمْ( {[7978]} ) إِلَى الجَدادِ( {[7979]} )
وَاسْتَبْقِي( {[7980]} ) وُفِّقْتِ( {[7981]} ) لِلرَّشَادِ إِنَّ التُّقَى وَالبِرَّ خَيْرُ زَادِ
قَدَّمَهُ المَرْءُ إِلَى المعَادِ
فأجابته أم( {[7982]} ) الدحداح :
بَشَّرَكَ اللَّهُ بِخَيْرٍ وَفَلاَحْ( {[7983]} ) مِثْلُكَ أَجْرَى مَا لَدَيْهِ وَنَصَحْ
وَانْتَهَزَ الحَظَّ إِذَا الحَظُّ وَضَحْ قَدْ مَتَّعَ اللهُ عِيَالِي مَا( {[7984]} ) صَلَحْ
بِالْعَجْوَةِ( {[7985]} ) السَّوْدَاءِ وَالزَهُوٍ البَلَحْ وَاللَّهُ أَوْلَى بِالذِي كَانَ مَنَحْ
مَعْ عَاجِلِ التَّضْعِيفِ فِيمَا قَدْ شَرَحْ( {[7986]} ) وَالمرء يَسْعَى( {[7987]} ) وَلَهُ( {[7988]} ) مَا قَدْ كَدَحْ( {[7989]} )
طُولَ اللَّيَالِي وَعَلَيْهِ مَا اجْتَرَحْ( {[7990]} )
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَضْعَفَهُ لَهُ فِي الجَنَّةِ بِأَلْفَيْ( {[7991]} ) أَلْفٍ " ( {[7992]} ) .
ومعنى ( يَقْبِضُ( {[7993]} ) وَيَبْصُطُ ) [ 243 ] –بالصاد- أي يقبض الأرزاق فيضيقها على من يشاء ويبسطها فيوسعها على من يشاء .
( وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) [ 243 ] . أي( {[7994]} ) إليه مرجعكم في معادكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.