تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗۚ وَٱللَّهُ يَقۡبِضُ وَيَبۡصُۜطُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (245)

{ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } أي حلالا محتسبا { فيضاعفه له أضعافا كثيرة } قال الحسن : هذا في التطوع ، وكان المشركون يخلطون أموالهم بالحرام ، حتى جاء الإسلام فنزلت هذه الآية ، فأمروا أن يتصدقوا من الحلال ، ولما نزلت قالت اليهود : هذا ربكم يستقرضكم ، وإنما يستقرض الفقير ، فهو فقير ونحن أغنياء ، فأنزل الله : { لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء } [ آل عمران : 181 ] قال محمد : أصل القرض ما يفعله الرجل ويعطيه ، ليجازى به ، والعرب تقول : لك عندي قرض حسن ، وقرض سيئ . وقوله : { فيضاعفه } من قرأه بالرفع فهو عطف على { يقرض } ومن نصب فعلى جواب الاستفهام{[161]} { والله يقبض ويبسط } { يقبض } عمن يشاء { ويبسط } الرزق لمن يشاء { وإليه ترجعون } يعني البعث .


[161]:قرأ عاصم وابن عامر بالنصب، والباقون بالرفع، انظر: السبعة (184 – 185).