غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ حُرُمَٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥ عِندَ رَبِّهِۦۗ وَأُحِلَّتۡ لَكُمُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ إِلَّا مَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱجۡتَنِبُواْ ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَٰنِ وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ ٱلزُّورِ} (30)

23

وقوله { فهو خير } أي فالتعظيم له خير من التهاون بذلك . وقوله { عند ربه } إشارة إلى أن ثوابه مدخر لأجله . قوله { وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم } قد مر في أول " المائدة " مثله أي إلا ما يتلى عليكم آية تحيمه وهي { حرمت عليكم الميتة } [ المائدة : 3 ] أو قوله { غير محلي الصيد وأنتم حرم } [ المائدة : 1 ] أو قوله { ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه } [ الأنعام : 121 ] وحين حث على تعظيم الحرمات أتبعه الأمر بما هو أعظم أنواعها وأقدم أصنافها قائلاً { فاجتنبوا الرجس } وبينه بقوله { من الأوثان } أي الرجس الذي هو الأوثان كقولك " عندي عشرون من الدراهم " . والرجس العمل القبيح في الغاية وقد مر في آخر المائدة في تفسير قوله { رجس من عمل الشيطان }

[ الآية : 90 ] والزور من الزور الميل والإضافة كقولهم " رجل صدق " جمع بين القول الزور وبين الشرك لأن عبادة الأوثان هي راس الزور وملاكه . قال الصم : وصف الأوثان بأنها رجس لأن عادتهم في القرابين أن يتعمدوا سقوط الدماء عليها ، والأقرب أنها وصفت بذلك لأن عبادتها فعلة ممادية في القبح والسماجة . وللمفسرين في قول الزور وجوه منها : أنه قولهم هذا حلال وهذا حرام . ومنها أنه شهادة الزور رفعوا هذا التفسير إلى النبي صلى الله عليه وسلم . ومنها أنه الكذب والبهتان . ومنها أنه قول أهل الجاهلية في الطواف " لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك " .

/خ41