الآية 30 : وقوله تعالى : { ذلك ومن يعظم حرمات الله } قوله : { ذلك } جائز أن يكون الذي تقدم ذكره من قوله : { يأتين من كل فج عميق } { ليشهدوا منافع لهم } [ الآيتان : 27 و28 ] إلى آخر ما ذكر { ذلك } الذي ذكر { ومن يعظم حرمات الله } .
وجائز أن يكون لا على ذلك . ولكن [ ذلك ] {[13021]} حرف يُذكر عند ختم قصة والفراغ منها لمبتدأ لا على ربط شيء بنحو قوله : { هذا ذكر وإن للمتقين } [ ص : 49 ] كذا [ وقوله{[13022]} ]{[13023]} : { هذا وإن للطاغين } [ ص : 55 ] كذا .
وقوله : { وإن للمتقين } [ وقوله ] {[13024]} : { وإن للطاغين } يصح دون ذكر { هذا } . لكنه ذُكر عند ختم الكلام الأول وابتداء آخر . فعلى ذلك جائز أن يكون قوله : { ذلك ومن يعظم حرمات الله } كذلك .
وقوله تعالى : { ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه } كأنه قال : { ومن يعظم حرمات الله } وخرج للحج ، وأنفق المال ، وأتعب النفس [ في ما ] {[13025]} له عند ربه من الثواب ، فذلك خير له من حفظ ماله وحفظ نفسه . وإلا فلا{[13026]} شك أن من يعظم حرمات الله خير له ممن لم يعظمها .
وقوله تعالى : { وأحلت لكم الأنعام } وفي حرف ابن مسعود : وأحلت لكم بهيمة الأنعام { إلا ما يتلى عليكم } من المحرمات من الميتة والدم وما ذكر في سورة المائدة{[13027]} . وقد ذكرنا هذا ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } جائز أن يكون قوله : { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } [ هو اجتناب ] {[13028]} الأوثان ، وجائز أن يكون قوله : { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } عبادة الأوثان ؛ فإنه رجس . وليس فيه أن غير الأوثان ، ليس برجس كقوله : { ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق } [ الإسراء : 31 ] ليس فيه أنه يحل قتل الأولاد في غير خشية الإملاق . فعلى ذلك هذا .
وقوله تعالى : { واجتنبوا قول الزور } ويحتمل الزور الذي قالوا في الله من الولد والشريك وما لا يليق به . { واجتنبوا قول الزور } { حنفاء لله } تأويله ، والله أعلم : واجتنبوا قول الزور ، وكونوا { حنفاء لله غير مشركين به } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.