غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلَّذِي قَالَ لِوَٰلِدَيۡهِ أُفّٖ لَّكُمَآ أَتَعِدَانِنِيٓ أَنۡ أُخۡرَجَ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلۡقُرُونُ مِن قَبۡلِي وَهُمَا يَسۡتَغِيثَانِ ٱللَّهَ وَيۡلَكَ ءَامِنۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ فَيَقُولُ مَا هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (17)

2

قوله { والذي قال } مبتدأ خبره { أولئك } والمراد بالذي جنس القائل فلذلك أورد الخبر مجموعاً . ويجوز أن يكون الخبر عاماً في القائل وفي أمثاله فيندرج فيه القائل . وقيل : تقديره واذكر الذي ومن القائل . عن الحسن وقتادة : هو الكافر العاق لوالديه المكذب بالبعث . وذهب السدّي إلى أن الآية نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر قبل إسلامه وأنه كان يقول { لوالديه أف لكما } وهي كلمة تضجر وتبرم كما مر في " سبحان " و " الأنبياء " { أتعدانني أن أخرج } من القبر { وقد خلت القرون من قبلي } فلم يرجع أحدهم { وهما } يعني أبويه { يستغيثان الله } أي بالله فحذف الجار وأوصل الفعل والمراد يسألانه أن يوقفه للإيمان ويقولان له { ويلك آمن } بالله وبالبعث . والمراد بالدعاء عليه الحث والتحريض على الإيمان لا حقيقة الهلاك . قال السدّي : فاستجاب الله دعوة أبي بكر فيه فأسلم وحسن إسلامه ولما أسلم نزل فيه { ولكل درجات مما عملوا } وأكثر المفسرين ينكرون هذا القول لأنه سبحانه قال فيه : { أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين } .

/خ20