الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا} (18)

- ثم قال : ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )

أي : وأحي إلي أن المساجد لله ( فلا تدعوا ) أيها الناس ( مع الله أحدا ) أي : لا {[70929]} تشركوا به قال قتادة : كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا ، فأمر الله نبيه أن يوحدوا الله وحده إذا دخلوا المساجد {[70930]} . قال ابن جبير : قالت الجن للنبي {[70931]} : كيف لنا أن نأتي المساجد {[70932]} ونحن [ ناءون ] {[70933]} عنك ، وكيف نشهد {[70934]} الصلاة ، فنزلت ( وأن الماجد لله ) الآية {[70935]} والمساجد جمع مسجد ، ومسجد بمعنى السجود/ فكأنه قال : وأن السجود لله لا لغيره {[70936]} . ويجوز أن يكون جمع مسجد هو موضع السجود {[70937]} .

وقال الفراء ( يقال ) {[70938]} ( [ و ] {[70939]} أن المساجد لله ) ، يراد به مساجد الرجل ، ما يسجد عليه ن جبهته ويديه وركبتيه وصدور قدميه {[70940]} .

وأنكر ذلك النحاس {[70941]} وغيره .

وقوله : ( فلا تدعوا ) خطاب للجماعة . والنون حذفت للنهي .


[70929]:- أ: ولا.
[70930]:- انظر: جامع البيان 29/117, وتفسير ابن كثير 4/406, وذكره أيضا ابن جريج.
[70931]:- أ: لنبي الله.
[70932]:- أ: المسجد.
[70933]:- م: نادون.
[70934]:- أ: تشهد.
[70935]:- انظر: جامع البيان 29/117, وتفسير القرطبي 19/20, وابن كثير 4/460 ولباب النقول 222, وذكر نحوه عن ابن عباس.
[70936]:- انظر: الغريب ىبن قتيبة 491, وفيه:" يقال: سجدت سجودا ومسجدا كما يقال ضربت في البلاد ضربا ومضربا.
[70937]:- انظر: تفسير الماوردي 4/327 والمفردات للراغب 229( سجد) وتفسير القرطبي 19/20.
[70938]:- ساقط من أ.
[70939]:- زيادة من أ, ومن معاني الفراء 3/194.
[70940]:- انظر: المصدر السابق وانظر: نحوه عن الربيع بن أنس في تفسير الماوردي 4/327, وعن ابن المسيب وطلق بن حبيب وعطاء في تفسير القرطبي19/20, وعن ابن جبير في تفسير ابن كثير 4/460.
[70941]:- لم أجده في إعراب الحاس5/25 ولا في كتابه: القطع 745-746 والنحاس هو أبو جعفر أحمد بن محمد, من علماء التفسير والنحو واللغة والأدب, أخذ عن المبرد ونفطويه, وله مصنفات كثيرة توفي غرقا في النيل بمصر سنة 338هـ, انظر: البلغة للفيروزابادي:29 وبغية الوعاة 1/362. أ: محمد بن عبد الله.