مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا} (7)

{ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا } قيل اللام بمعنى «على » كقوله : { وعليها ما اكتسبت } [ البقرة : 286 ] والصحيح أنها على بابها لأن اللام للاختصاص والعامل مختص بجزاء عمله ، حسنة كانت أو سيئة يعني أن الإحسان والإساءة كلاهما مختص بأنفسكم لا يتعدى النفع والضرر إلى غيركم . وعن علي رضي الله عنه : ما أحسنت إلى أحد ولا أسأت إليه وتلاها { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخِرَةِ } وعد المرة الآخرة بعثناهم { لِيَسوؤوا } أي هؤلاء { وُجُوهَكُمْ } وحذف لدلالة ذكره أولاً عليه أي ليجعلوها بادية آثار المساءة والكآبة فيها كقوله { سيئت وجوه الذين كفروا } [ الملك : 27 ] { ليسوء } شامي وحمزة وأبو بكر ، والضمير لله عز وجل أو للوعد أو للبعث . { لنسوء } علي . { وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ } بيت المقدس { كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً } { ما علوا } مفعول ل { يتبروا أي ليهلكوا كل شيء غلبوه واستولوا عليه ، أو بمعنى مدة علوهم .