تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا} (7)

{ فإذا جاء وعد الآخرة } يعني : آخر العقوبتين { ليسوءوا وجوهكم } وهي تقرأ ( ليسوء ) أي : ليسوء الله وجوهكم{[597]} { وليدخلوا المسجد } يعني : بيت المقدس { كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا } أي : وليفسدوا ما غلبوا عليه إفسادا ، يقال : إن إفسادهم الثاني : قتل يحيى بن زكريا ، فبعث الله عليهم بختنصر ، عدا به عليهم ، فخرب بيت المقدس ، وسبى وقتل منهم سبعين ألفا .


[597]:قال القرطبي: قرأ الكسائي (لنسوء) بنون وفتح الهمزة، فعل مخبر عن نفسه معظم، اعتبارا بقوله: (وقضينا) و (بعثنا) و(رددنا) ونحوه عن علي، وتصديقها قراءة أبي (لنسوؤن) بالنون وحرف التوكيد، وقرأ أبو بكر والأعمش وابن وثاب وحمزة وابن عامر (ليسوء) بالياء على التوحيد وفتح الهمزة، ولها وجهان: أحدهما: ليسوء الله وجوهكم، والثاني: ليسوء الوعد وجوهكم وقرأ الباقون (ليسوءوا) بالياء وضم الهمزة على جميع أي ليسوء العباد الذين هم أولو بأس شديد "وجوهكم" أ هـ. (تفسير القرطبي 10/227، 228) وانظر معاني القراءات للأزهري (ص 252) والحجة لابن خالويه (ص 124).