تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا} (7)

ثم قال سبحانه : { إن أحسنتم } العمل لله بعد هذه المرة ، { أحسنتم لأنفسكم } ، فلا تهلكوا ، { وإن أسأتم فلها } ، يعنى وإن عصيتم فعلى أنفسكم ، فعادوا إلى المعاصي الثانية ، فسلط الله عليهم أيضا انطباخوس بن سيس الرومي ملك أرض نينوى ، فذلك قوله عز وجل : { فإذا جاء وعد الآخرة } ، يعنى وقت آخر الهلاكين ، { ليسوؤوا وجوهكم } ، يعنى ليقبح وجوهكم ، فقتلهم وسبى ذراريهم ، وخرب بيت المقدس ، وألقى فيه الجيف ، وقتل علماءهم ، وحرق التوراة ، فذلك قوله عز وجل : { وليدخلوا المسجد } ، يعنى بيت المقدس ، انطياخوس بن سيس ومن معه بيت المقدس ، { كما دخلوه أول مرة } ، يقول : كما دخله بختنصر المجوسي وأصحابه قبل ذلك ، قال سبحانه : { وليتبروا ما علوا تتبيرا } آية ، يقول عز وجل : وليدمروا ما علوا ، يقول : ما ظهروا عليه تدميرا ، كقوله سبحانه في الفرقان : { وكلا تبرنا تتبيرا } [ الفرقان :39 ] يعنى وكلا دمرنا تدميرا .